شهدت سوريا تسجيل 692 من حالات الإصابة بوباء الكوليرا في الأيام الأخيرة. إذ أعلنت وزارة الصحة عن العدد الإجمالي لإصابات الكوليرا المثبتة وأن العدد الإجمالي للوفيات بلغ 40 وفاة.
وكان قد أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض تسجيل إصابتين بالكوليرا في تجمع للنازحين السوريين في عكار (شمالي لبنان). هنا
وينتشر مرض الكوليرا في مناطق عدة من العالم بما فيها منطقة الشرق الأوسط. ويصل الى مستوى وبائي.وتظهر الكوليرا عادة في مناطق سكنية تعاني شحًّا في مياه الشرب أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي، وغالبًا ما يكون سببها تناول أطعمة أو مياه ملوثة، وتؤدي إلى الإصابة بإسهال وقيء وتصل مضاعفاتها أحيانا إلى الوفاة.
تاريخ الكوليرا
انتشرت الكوليرا خلال القرن التاسع عشر في جميع أنحاء العالم انطلاقاً من مستودعها الأصلي في دلتا نهر الغانج بالهند. واندلعت بعد ذلك ست جوائح من المرض حصدت أرواح الملايين من البشر في جميع القارات. أما الجائحة الحالية (السابعة) فقد اندلعت بجنوب آسيا في عام 1961 ووصلت إلى أفريقيا في عام 1971 ثم إلى الأمريكتين في عام 1991. وتتوطن الكوليرا الآن العديد من البلدان.
الأعراض
الكوليرا مرض شديد الفوعة إلى أقصى حد ويمكن أن يتسبب في الإصابة بإسهال مائي حاد، وهو يستغرق فترة تتراوح بين 12 ساعة و5 أيام لكي تظهر أعراضه على الشخص عقب تناوله أطعمة ملوثة أو شربه مياه ملوثة2. وتصيب الكوليرا الأطفال والبالغين على حد سواء ويمكن أن تودي بحياتهم في غضون ساعات إن لم تُعالج.
ولا تظهر أعراض الإصابة بعدوى ضمات بكتيريا الكوليرا على معظم المصابين بها، رغم وجود البكتريا في برازهم لمدة تتراوح بين يوم واحد و10 أيام عقب الإصابة بعدواها، وبهذا تُطلق عائدة إلى البيئة ويمكن أن تصيب بعدواها أشخاصاً آخرين.
ومعظم من يُصابون بعدوى المرض يبدون أعراضاً خفيفة أو معتدلة، بينما تُصاب أقلية منهم بإسهال مائي حاد مصحوب بجفاف شديد، ويمكن أن يسبب ذلك الوفاة إذا تُرك من دون علاج.
الوقاية والعلاج
يوجد حالياً 3 لقاحات فموية مضادة للكوليرا من اللقاحات التي اختبرت المنظمة صلاحيتها مسبقاً، وهي كالتالي: لقاح ديوكورال (Dukoral®) ولقاح شانتشول (Shanchol™) ولقاح يوفيتشول-بلس (Euvichol-Plus®)، علماً بأنه يلزم أخذ جرعتين من هذه اللقاحات الثلاثة جميعها من أجل توفير حماية كاملة4.
وأكد رئيس فريق مكافحة الكوليرا وأمراض الإسهال الوبائي في منظمة الصحة العالمية فيليب باربوزا أفاد -في 30 سبتمبر/أيلول 2022 يمكن الوقاية من الكوليرا عبر ضمان الوصول إلى مياه آمنة والنظافة والصرف الصحي، مع زيادة الوصول إلى الرعاية الصحية والانخراط الفعال للمجتمع.
وعلى الرغم من "خطورة الوضع" إلا أنه "ليس ميؤوسا منه" كما قال المسؤول الأممي، مضيفا أنه "يمكن الوقاية من الكوليرا وهو مرض قابل للشفاء.
تأثير تغيّر المناخ والصراعات والفقر
أكد د. باربوزا أن تفشي الكوليرا يحدث بشكل خاص في المناطق التي تعاني من الفقر والصراعات. ولكن "اليوم نواجه تهديدا متزايدا مع تغيّر المناخ" مثل الأحداث المتطرفة كالأعاصير والجفاف والفيضانات، وذلك يقلل من إمكانية الوصول إلى مياه نظيفة وبذلك تتوفر بيئة خصبة لانتعاش الكوليرا.
وبحسب تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في نيسان/أبريل، أدى النزاع الى تضرر قرابة ثلثي عدد محطات معالجة المياه ونصف محطات الضخ وثلث خزانات المياه.
ويعتمد نحو نصف السكان على مصادر بديلة غالباً ما تكون غير آمنة لتلبية أو استكمال احتياجاتهم من المياه، بينما لا تتم معالجة سبعين في المئة على الأقل من مياه الصرف الصحي، وفق اليونيسيف.