فريق عمل شييك

هل مازلت تسمع بمصطلحات الرق والعبيد والجواري ؟

هل ما زالت بعض وسائل الإعلام تستخدم تعابيرا  لتنمط الأخرين وتمرر خطاب الكراهية  ؟

هل يتحول الخبر الساخر إلى خطاب كراهية؟

هذه التساؤولات  كفيلة بإحداث ارتدادت على منصات التواصل الإجتماعي بين النشطاء العرب من خلال استخدام هذه  التعابير او تشكيل صورة عنها أو يمكن أن يصل التجريد من الإنسانية إلى جمهور أوسع عند تضخيمه كما يمكنه أن يشيع الانقسام وحتى تحريض الناس على الانخراط في أعمال العنف.

من الناشر

نشر موقع الحدود  بتاريخ 2/11/2022 وهو موقع مخصص للسخرية والكوميديا خبرا عبر موقعه الرسمي ومنصات التواصل الاجتماعي فيسبوك  تويتر انستقرام  بعنوان “قطر تقرر إعتاق رقاب بعض العبيد خلال المونديال لإظهار الصورة الحقيقة للإسلام  ويتناول الخبر دعوة سمو أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني المنظمات الحقوقية والناشطين بالتوقف عن الحزن لأوضاع العمال الوافدين في قطر ويدعوهم لزيارة قطر ومشاهدة فعاليات إعتاق رقاب العبيد والجواري الذين تم شراؤهم واستقدامهم من الهند وباكستان وغيره من الدول كما يعتبر ان هذا الحدث هو بمثابة كفارة عن حوادث القتل الغير المتعمد للعبيد الذين لقوا حتفهم أثناء بناء الملاعب وأنه سوف يتم نقل الحدث على قنوات الجزيرة وتلفزيون العربي وبي ان سبورت مع التوقعات بدخول اللاعبين الأوروبيين في دين الإسلام بعد رؤيتهم لهذا الحدث .

فريق شيّيك تتبّع الخبر و تبيّن أنه يمثّل خطاب كراهية .

من السخرية إلى الكراهية

بالعودة إلى موقع حدود وهو موقع يقدم القضايا والأحداث العربية بطريقة ساخرة لايصالها للجمهور وصناع القرار لكن احيانا يتم تداول هذه الأخبار في إطار المعلومات المظللة والتي لا يتمكن القارىء العربي من التميز بينها وبين السخرية في بعض الأحيان ما يشكل إثارة للجدل والتشجيع على تمرير المعلومات المغلوطة وأن كانت ساخرة .

وتضمن الخبر استخدام تعبيرات عنصرية تمثل خطاب كراهية ضد العمال المهاجرون في قطر من خلال وصفهم " العبيد والجواري " " بعض العبيد"  كما قدم ربطا للصور النمطية حول الإسلام من خلال استخدام بعض الدلالات الكلامية مثل " سيدخلون في دين الله أفواجاً" " لإظهار الصورة الحقيقية للإسلام" " وملء الشوارع بجداريات تتضمن آيات قرآنية وأحاديث نبوية تظهر الإسلام على حقيقته"

مخالفة مهنية

يقوم فن النقد الساخر للظواهر المجتمعية والسياسية والاقتصادية كشكل للتعبير عن الرفض بطريقة فكاهية ساخرة كما يجعلها أكثر أثرا وتداولا بين الجمهور إلا أنها في بعض الأحيان تقع في تمرير خطاب الكراهية والتشجيع على الصورة النمطية التي بات استخدامها بين الجمهور عاديا او مقبولا.

وتتحمل الوسيلة الإعلامية التي تنشر هذه المخالفات المهنية المسؤولية لأنها تبنت فكرة الخبر او المقال  ضمن رسالتها الموجهة للجمهور ، فمن واجبها تقييم العمل " الساخر"، والتّأكد من مطابقته لمعايير مهنة الصحافة وأخلاقيّاتها، قبل قَبول النّشر.

الأصل بالوسائل الإعلاميّة، وتجنّب هذه المخالفات المهنيّة والأخلاقيّة، والسعي لوضع معايير ومواثيق مهنية تُحدّد خطاب الكراهية وكل ما يحمل تمييزاً أو تحريضاً ضدّ فئة معينة.

خطة عمل الرباط

تقترح خطة عمل الرباط معايير صارمة لتحديد القيود على حرية التعبير والتحريض على الكراهية، وتطبيق المادة 20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. وتحدد اختبارًا من ستة أجزاء يأخذ في الاعتبار (1) السياق الاجتماعي والسياسي و(2) حالة المتحدث و(3) النية لتحريض الجمهور ضد مجموعة مستهدفة (4) والمحتوى وشكل الخطاب و(5) مدى نشر الخطاب و(6) أرجحية الضرر، بما في ذلك الوشوك المحدق.

مقاطعة المونديال

وتنضم المدن الفرنسية الكبرى واحدة تلو الأخرى إلى حركة لمقاطعة كأس العالم 2022، فبعد ستراسبورغ وبوردو وليل ومرسيليا، باريس بأنها لن تقوم ببث مباريات كأس العالم في قطر على شاشات عملاقة، لتنضم بذلك إلى مقاطعة أعلنت عنها عدة مدن فرنسية ضد المنافسة الكروية المنظمة في الدولة الخليجية.

 وكانت قد أعلنت مجموعات لمشجعي كرة القدم من "مجتمع الميم" ( المثليين ومزدوجي الميول الجنسية والمتحولين جنسيا)، أن أعضاءها سيقاطعون كأس العالم 2022 المقررة في قطر "كإعلان عن مبدأ" نظرا  لموقف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فيما يتعلق بتعامل قطر مع "مجتمع الميم".

وتؤكد منصة شيّيك أن خطاب الكراهية يشكّل خطراً يؤدي الى التحريض على التمييز والعداونية والعنف المحظور بموجب القانون الدولي والذي يمس بمشاعر الإنسان ومعتقداته و يؤثر سلبا على تطور المجتمعات ما يؤدي الى الإنقسامات.