"رقص الزوجة كمضاد حيوي" قول لخبير أسري يمثل خطاب كراهية

image
صورة متداولة
خطاب كراهية منوعات 2022-11-18

فريق شييك

لا يقتصر استخدام خطاب الكراهية على الجماعات المتطرفة بل يتعدى ذلك الاستخدام من قبل الشخصيات العامة والمؤثرين في العالم العربي والذين يعتقدون بأنهم يقدمون وجهات نظرهم أو نصائحهم لجمهور المتابعين من خلال التنميط وتكرار الصور النمطية التي يعتاد على سماعها المجتمع وكأنها مسألة عادية يجب التعبير عنها ، رغم الجهود الدولية في مكافحة خطاب الكراهية ضد المرأة إلا اننا نلاحظ بين الحين والأخر استخدام تعابير تجاه المرأة لتقليل من شانها ودورها في المجتمع والتشجيع على استخدام تعابير تتحول لخطاب كراهية تجاههن عبر منصات التواصل الإجتماعي.

من الناشر

غرد د.جاسم المطاوع الخبير الأسري والتربوي عبر حسابه على تويتر 12/11/2022 ، "يقال: رقص الزوجة لزوجها لا يقل أهمية عن المضاد الحيوي الذي يكافح الإلتهابات ويمنع من انتشارها ويمكن أن يكون مرة في اليوم أو مرتين حسب الفايروسات المنتشرة حوله وذلك لتعزيز المناعة المفقودة عند الأكثرية؛ ومكافحة الخيال الحر عند الزوج."

فريق شيّيك تتبّع القول و تبيّن أنه يمثّل خطاب كراهية اتجاة المرأة

بين الحرية والصورة النمطية

بالعودة إلى التغريدة التي نشرها جاسم المطوع عبر حسابة الرسمي على تويتر تبين انه يعمل خبير أسري وتربوي في مجال العلاقات الزوجية ، ويمثل القول الذي استخدمه مطاوع حتى وأن كان ساخرا تشجيعا للصورة النمطية للمرأة وتشبيهها بالمضاد الحيوي واغفال دورها الحقيقي في الأسرة والمجتمع .

وركزت المقولة التي نشرها المطوع على حصر دور الزوجة في إرساء السعادة الزوجية للزوج من خلال الرقص الذي يكافح الخيال الحر عند الزوج .

وقائع ومعاينات

اصبحت وسائل التواصل الإجتماعي دعامة مهمة للترويج للعنصرية والتعصب وخطاب الكراهية الذي ينتشر بسرعة أكبر ويمكن أن يصل إلى جمهور أوسع بكثير من وسائل الإعلام التقليدية .

مقولة الخبير الأسري نفاعل معها متابعين عبر تويتر وفيسبوك تجاوز 7 الاف متابع  بين إعادة النشر والتعليق وخلق حالة تشبه الحالة المعتادة في كل قصة تنمط بها المرأة وتعود فيها الجدلية العقيمة حول دور المراة ومكانتها  مع التقليل من  دورها وشراكتها في المؤسسة الأسرية والمجتمعية . هنا هنا هنا هنا هنا  هنا  

وتضمنت التغريد تعابيرة تمثل خطاب كراهية ضد الزوجة في علاقتة الزوجية والتي تركزت على فعل الرقص والسعادة التي تمنع الزوج من الخيالات الزوجية مثل" رقص الزوجة " المضاد الحيوي"يكافح الإلتهابات ويمنع انتشارها" .

لماذا المرأة ؟

تكاد لا تتوقف موجة النقاشات المتوترة حول المرأة في الإعلام ومنصات التواصل الإجتماعي والتي يستخدم فيها تعابير لفظية موجهة لهن من فئات مختلفة من المجتمعات الذكورية في أغلب الأحيان والتي تسعى لتمكين العقل الباطني للمجتمع بالحديث بصيغة الكراهية عن المرأة في الدوام وربطها بالاسقاطات المسبقة بحكم العادات والأمثال وفرض نظرة الوصاية المحكمة عليها بحجة الدين إن لزم الأمر .

ويمتد السلوك المتوارث المغلوط،  في المجتمع الذي مازال يقع ضحيّة خطاب الكراهية الوراثي، وتكون بالكثير من الأحيان المسبب لهذه الضحايا من النساء، فالأمثال الشعبيّة وعُمق عبرتها المحفوظة بأذهان الناس، لا تقلّ خطورة عن الكلام المدفوع والفوري.

ويدفع الكثير من المؤثرين والشخصيات العامة لطرح جدلية عميقة عبر منصات التواصل لدواعي كثيرة منها يذهب بإعتقادهم أنها حرية تعبير أو حباً في " الترند" ،  ويمكن أن يأتي “خطاب الكراهية” بأشكال مختلفة منها التعليقات الناتجة عن الجهل والمزاح المسيء ووصولاً إلى الدعوات الصريحة إلى التمييز ضد مجموعة معينة وفي أسوأ الأحوال الدعوة إلى القتل الجماعي.

القانون الدولي لحقوق الأنسان

يشير القانون الدولي لحقوق الإنسان بشكلٍ خاص إلى تصنيفات معيّنة من “خطابات الكراهية” الحادة التي يجب على الحكومات منعها. وهذا يشمل الخطاب الذي يروّج بشكلٍ فاعل للكراهية التمييزية بطريقة تحرّض الناس على ارتكاب الأذية بحق المجموعة المستهدفة، لمجرد انتمائهم لهوية معينة. هذا النوع من الأذية قد يأتي على شكل عنف أو تمييز أو أي فعل معادي آخر.

خطة عمل الرباط

تقترح خطة عمل الرباط معايير صارمة لتحديد القيود على حرية التعبير والتحريض على الكراهية، وتطبيق المادة 20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. وتحدد اختبارًا من ستة أجزاء يأخذ في الاعتبار (1) السياق الاجتماعي والسياسي و(2) حالة المتحدث و(3) النية لتحريض الجمهور ضد مجموعة مستهدفة (4) والمحتوى وشكل الخطاب و(5) مدى نشر الخطاب و(6) أرجحية الضرر، بما في ذلك الوشوك المحدق.

وتؤكد منصة شيّيك أن خطاب الكراهية يشكّل خطراً يؤدي الى التحريض على التمييز والعداونية والعنف المحظور بموجب القانون الدولي والذي يمس بمشاعر الإنسان ومعتقداته و يؤثر سلبا على تطور المجتمعات ما يؤدي الى الإنقسامات.

 ايضا : 

" الشيطان تلميذ المرأة!!" مقال لكاتبة سعودية يمثل خطاب كراهية

 

  •  

 

المزيد من الصور