"لاجئة تحاول سرقة مصرف!" خبر يمثل خطاب كراهية

image
صورة متداولة
خطاب كراهية منوعات 2022-12-09

شييك: موسى ابوقاعود، محمد أمهز

إن انتشار العنف والكراهية ليسا جديدين على المجتمعات ، لكن ساهمت بعض وسائل الإعلام  اليوم في انتشارها بسبب الملكية المطلقة لفضاء يسمح لها بالتعبير بحرية في ظل انتشار الإنترنت ، فيما استلهمت أخرى أساليب خطابات أكثر حدّة وعنصرية تجاه اللاجئين.

ويرى فرانسوا جوست في كتابه الجديد العنف في العصر الرقمي"أصبحت وسائل الإعلام تصدر أحكاماً، وانتقلت بشكل تدريجي من وظيفة النقد إلى الإدانة"

من الناشر

نشرت مواقع إخبارية لبنانية بتاريخ 8/12/2022 خبرا تحت عنوان "لاجئة تحاول سرقة مصرف!" يتضمن " هاجمت لاجئة من أوكرانيا أحد فروع بنك PKO Bank Polski في مدينة برزيميل ووضعت سكينا قرب حلق إحدى الموظفات مطالبة بأموال، لكن القصة انتهت نهاية سعيدة." هنا هنا هنا هنا هنا هنا هنا هنا

فريق شيّيك تتبّع الخبر و تبيّن أنه يمثّل خطاب كراهية 

الإعلام اللبناني

بالعودة إلى العنوان الذي نشرته مواقع لبنانية تبين أنها حملت رسالةً مبطّنةً سلبيّةً تجاه فئةٍ معيّنةٍ، عندما استخدمت كلمة "لاجئة" " هاجمت لاجئة" " اللاجئة الأوكرانية وكأن الفعل ينسحب على جميع اللاجئين والذي  يمكننا من فهم سياق المعنى الحقيقي ليس فقط بالنص أو من خلال الكلمة بل بالتعمق تحت الكلمات .

إن استخدام كلمة "لاجئة"  في عنوان الخبر وتفاصيله يحمل دلالات تمثيلية سياسية في الخطاب الإعلامي اللبناني وكأنه حالة إسقاط متشابه لوضع اللاجئين في الداخل مثل ارتفاع معدل الجريمة وغيرها  وهذا ما ينافي معايير مهنة الصحافة وأخلاقيّاتها، قبل النّشر.

الإعلام الأجنبي

عند البحث عن مصدر الخبر الأصلي من مصادر أجنبية تبين أنها لم تذكر جنسية السارقة التي سطت على واحدة من فروع المصارف في العنوان أو في التفاصيل كما فعلت المواقع الإخبارية اللبنانية .يمكن الاطلاع هنا هنا

ونشرت وسائل إعلام أجنبية الخبر بتفاصيل مختلفة عن التي أوردتها وسائل إعلام لبنانية بدأ من العنوان والتفاصيل وخاتمة الخبر حيث تضمن أن سيدة تبلغ من العمر 91 عاما أبدت شجاعة خلال استخدام عصا لضرب يد مسلحة بسكين بعد أن اقتحمت أحد مصارف حفظ السلام في بلدة برزيميل وأمسكت بشعر إحدى الموظفات  بقصد السرقة وأخذ مبلغ من المال.

خطاب مشابه

 سجّل عام 2019  صعوداً لافتاً لخطاب الكراهية تجاه اللاجئين السوريين في لبنان، في مختلف وسائل الإعلام اللبنانية ، ربطاً بالسجال الحاصل على الساحة حيال ملف اللاجئين السوريين في لبنان.في حين اعتمدت بعض الأحزاب والتيارات السياسية أساليب لمحاولة معالجة الملف بدت أقرب إلى التحريض على الفصل على أساس عنصري.

ميثاق الشرف الإعلامي

حسب ميثاق الشرف الإعلامي اللبناني تنص المادة 3 حرص وسائل الإعلام اللبنانية على رفض مبادئ التمييز العنصري، والامتناع عن التعرض بطريقة مباشرة أو غير مباشرة للطعن بكرامة الناس، وعدم التدخل في شؤونهم الشخصية أو الخاصة ، وعدم التجريح بهم.

 وفي تقرير  المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئيين تدخل السياسة في مثل هذه المناقشات. وقد يحمل الخلط بين اللاجئين والمهاجرين عواقب وخيمة على حياة اللاجئين وسلامتهم.

مخالفة مهنية

تتحمل الوسيلة الإعلامية التي تنشر هذه المخالفات المهنية المسؤولية لأنها تبنت فكرة العمل الفني ضمن رسالتها الموجهة للجمهور ، فمن واجبها تقييم العمل ، والتّأكد من مطابقته لمعايير مهنة الصحافة وأخلاقيّاتها، قبل قَبول النّشر.

كما ينبغي على وسائل الإعلام تجنّب هذه المخالفات المهنيّة والأخلاقيّة، والسعي لوضع معايير ومواثيق مهنية تُحدّد خطاب الكراهية وكل ما يحمل تمييزاً أو تحريضاً ضدّ فئة معينة.

خطة عمل الرباط

تقترح خطة عمل الرباط معايير صارمة لتحديد القيود على حرية التعبير والتحريض على الكراهية، وتطبيق المادة 20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. وتحدد اختبارًا من ستة أجزاء يأخذ في الاعتبار (1) السياق الاجتماعي والسياسي و(2) حالة المتحدث و(3) النية لتحريض الجمهور ضد مجموعة مستهدفة (4) والمحتوى وشكل الخطاب و(5) مدى نشر الخطاب و(6) أرجحية الضرر، بما في ذلك الوشوك المحدق.

وتؤكد منصة شيّيك أن خطاب الكراهية يشكّل خطراً يؤدي الى التحريض على التمييز والعداونية والعنف المحظور بموجب القانون الدولي والذي يمس بمشاعر الإنسان ومعتقداته و يؤثر سلبا على تطور المجتمعات ما يؤدي الى الإنقسامات.

المزيد من الصور