معقل للاجئين .. واللبنانيون ينزحون تقرير تلفزيوني يمثل خطاب كراهية

image
صورة تعبيرية عن واقع وسائل الإعلام في تغطيتها لقضايا اللاجئين
خطاب كراهية سياسة 2023-01-01

لبنان

شييك : حنان العلي

تتبع بعض وسائل الإعلام اللبنانية في إدائها الإعلامي بث مواد صحافية متنوعة تعمل على  ترسيخ مفهوم الكراهية والصورة النمطية في تعاطيهم مع القضايا التي تشغل الساحة اللبنانية وما يعكسه هذا الخطاب من رؤية الفرقاء السياسيين حول القضايا المتنازع عليها ، في حين تفرض هذه الوسائل لغة مستخدمة باتت دراجة خلال السنوات الأخيرة فيما يتعلق بمسألة النزوح السوري مشبعة بخلفياتٍ سياسية وفئوية.

الناشر

نشرت قناة MTV Lebanon News اللبنانية  على موقعها الرسمي بتاريخ 29/12/2022 تقريراً مصوراً تحت عنوان هنا معقل للاجئين .. واللبنانيون ينزحون ! استعرضت فيه منطقة برج حمود وارتفاع أسعار إيجارات الشقق السكنية فيها اضافة الى وجود النازحين السوريين في هذه المنطقة مستعرضة اراء سكان المنطقة تجاه ارتفاع الأسعار والازمة الاقتصادية.

فريق شييك تتبع التقرير وتبين أنه يمثل خطاب كراهية تجاه النازحين السوريين .

بالعودة إلى التقرير المنشور تبين أنه يحمل رسالةً مبطّنةً سلبيّةً تجاه النازحين السوريين في لبنان والتي وصمت بأنها السبب الرئيسي لتدني المستوى الاقتصادي وذلك من خلال استخدام تعابير تمثل كراهية وإطلاق صورة نمطية سيئة عن النازحين .

واستخدمت معدة التقرير كلمة معقل بمعنى الملجأ والحِصن  حسب معجم المعاني الجامع و" احتلال مبطن" "يستفيدوا هؤلاء من فرش ( الدولار) الأمم" إشارة إلى مفوضية شؤون اللاجئين والذي يمكننا من فهم سياق المعنى الحقيقي ليس فقط بالنص أو من خلال الكلمة بل بالتعمق تحت الكلمات .

إن استخدام مثل هذه التعبيرات في عنوان التقرير وتفاصيله يحمل دلالات تمثيلية سياسية في الخطاب الإعلامي اللبناني وكأنه حالة إسقاط  للقضايا السياسية العالقة في الأزمة الداخلية وهذا ما ينافي معايير مهنة الصحافة وأخلاقيّاتها، قبل النّشر.

مصادر

إن العمل الإعلامي يفرض على الصحفيين الوصول إلى مصادر الخبر والحصول على المعلومات التي تلبي فضول الرأي العام في معرفة الجديد حول أيٍ من المسائل التي تهمه، وتتحمل الوسيلة الإعلامية التي تنشر هذه المخالفات المهنية المسؤولية لأنها تبنت فكرة الخبر أو المقال  ضمن رسالتها الموجهة للجمهور ، فمن واجبها تقييم العمل والتّأكد من مطابقته لمعايير مهنة الصحافة وأخلاقيّاتها، قبل قَبول النّشر.

الأصل بالوسائل الإعلاميّة، تجنّب هذه المخالفات المهنيّة والأخلاقيّة، والسعي لوضع معايير ومواثيق مهنية تُحدّد خطاب الكراهية وكل ما يحمل تمييزاً أو تحريضاً ضدّ فئة معينة.

هجمة جديدة

نشرت جريدة الأخبار اللبنانية في 28/12/2022 مقالاً بعنوان برج حمود شقة الايجار المتاحة دوماً.. لم تعد كذلك . وتضمن المقال الوضع العام لمنطقة برج حمود بين الماضي والحاضر على اعتبارها عاصمة الأرمن والتغيرات التي حصلت مع وجود النازحين السوريين وتناقلت بعض الوسائل الإعلامية اللبنانية المقال تحت عناوين تمثل خطاب كراهية مثل "برج حمود ترفع الصوت أبعدوا الأجانب واعيدوا الأمان "  هنا هنا .

ميثاق الشرف الإعلامي

حسب ميثاق الشرف الإعلامي اللبناني تنص المادة 3 حرص وسائل الإعلام اللبنانية على رفض مبادئ التمييز العنصري، والامتناع عن التعرض بطريقة مباشرة أو غير مباشرة للطعن بكرامة الناس ، وعدم التدخل في شؤونهم الشخصية أو الخاصة . وعدم التجريح بهم.

كما ينبغي على وسائل الإعلام تجنب هذه المخالفات المهنية والأخلاقية والسعي لوضع معايير ومواثيق مهنية تحدد خطاب الكراهية وكل ما يحمل تمييزاً أو تحريضاً ضد فئة معينة.

خطة عمل الرباط

تقترح خطة عمل الرباط معايير صارمة لتحديد القيود على حرية التعبير والتحريض على الكراهية وتطبيق المادة 20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية . وتحدد اختباراً من ستة أجزاء يأخذ في الاعتبار (1) السياق الاجتماعي والسياسي (2) وحالة المتحدث (3) والنية لتحريض الجمهور ضد مجموعة مستهدفة (4) والمحتوى وشكل الخطاب (5) مدى نشر الخطاب (6) و أرجحية الضرر، بما في ذلك الوشوك المحدق .

وتؤكد منصة شييك ان خطاب الكراهية يشكل خطراً يؤذي الى التحريض على التمييز والعدوانية والعنف المحظور بموجب القانون الدولي  والذي يمس بمشاعر الإنسان ومعتقداته ويؤثر سلباً على تطور المجتمعات ما يؤدي إلى الانقسامات .