لبنان
فريق شييك
يعيش
العالم لحظات من الهلع والخوف بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا وصولا إلى
العراق ولبنان والأردن وعدد من الدول بدرجات متفاوتة، ما تسبب بحالة من الهلع
والخوف المستمر مع كم الأخبار الكثيفة التي تنشرها وسائل الإعلام حول مستجدات
الهزة الأرضية ما ساهم في نشر العديد من المعلومات والعناوين المضللة التي أربكت
الناس وعززت الانتشار الواسع لها عبر منصات التواصل الاجتماعي في لبنان والعالم
العربي .
فهل ساهمت بعض وسائل الإعلام
اللبنانية في نشر فوضى المعلومات حول الزلازل ؟
عناوين مضللة
نشرت
وسائل إعلام لبنانية خلال الفترة 6-10/2/2023 العديد من الأخبار التي تتضمن
معلومات وعناوين مضللة تسببت في إرباك الجمهور ما ساعد على انتشار فوضى المعلومات Information Anarchy) من البيانات
والآراء والصور والتقارير والتغطيات المباشرة بعد الزلزال الذي تأثر به لبنان .
نشر
موقع Cedar news اللبناني بتاريخ 7/2/2023 خبرا بعنوان " تحذير من زلزال قوي في الأيام المقبلة!"
وتضمن الخبر الحديث عن العالم الجيولوجي الهولندي فرانك هوغربيتز
وتغريداته التي تنبأ فيها عن وقوع زلزال في تركيا ولبنان وسوريا والأردن وإن كلام
هوغربيتز كان مثيراً للجدل من قبل ذوي الاختصاص علما أن هناك إجماع لدى الخبراء
يؤكد عدم إمكان التنبؤ بالزلزال قبل حدوثه.
وذكرت منصة Spotshot ، في تقرير عرض على منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان "تحرك فالق اليمونة منتظر… ولبنان تحت خطر زلزال"، الذي تضمن عنوانا مضللا للرأي العام وأسند التقرير لرأي الدكتور فادي جعارة أستاذ علم الزلزال في كلية الهندسة، وتحدث تاريخيًا عن نشاط الزلزال في لبنان.هنا
وفي مقال نشرته الـ ـindependentarabi ، تحت عنوان "لبنان
على خط الزلازل وثلاثة فوالق تشطره وجبله خرج من البحر"، فإن الكاتب
استند في كتابة التقرير إلى رأي البروفسور الفرنسي بول تابونييه، وهو خبير بنشاط
الفوالق الزلزالية في لبنان، خلال مؤتمر علمي استضافته بيروت عام 2018، وقد قال
تابونييه "أنه استناد إلى التاريخ الجيولوجي والزلزالي في لبنان ، فلربما
يتجدد تسونامي ضمن فترة تتراوح بين 1500 و 1700 سنة، ويعني ذلك أن تسونامي القرن
السادس ربما يتجدد في 2051 أو 2301.لكن العنوان لم يكن بالوضوح الذي تضمنه التقرير
المنشور، ولم يعمد إلى توضيح فكرة النص بشكل واضح للقراء.
ونشرت منصة هنا لبنان بتاريخ 7/2/2023 تقريرا لها بعنوان " لبنان يقترب من خطر #الزلازل... فرق الإغاثة في حالة تأهب تامّة! " إلا أن العنوان لا يرتبط مع المحتوى المنشور . ما دفع المستخدمين إلى تناقل العنوان عبر مجموعات الواتساب دون الإطلاع على محتوى التقرير .
فوضى المعلومات
في مقابلة بثتها قناة الجديد اللبنانية في
برنامج الحدث بتاريخ 8/2/2023 عبر قناتها الرسمية على يوتيوب بعنوان " عطا
الياس : كل لبنان سيتدمر بحال تحرك أحد الفوالق و" أكيد رح يصير زلزال"
مع أستاذ الجيوفيزياء في الجامعة اللبنانية الدكتور عطا الياس .
وصرح الياس من الدقيقة 1:19 إلى الدقيقة 1:43 ،
"أن لبنان على حدود الصفائح هو في وسط الخريطة ولبنان يبلغ 60 كلم بالعرض
و200 بالطول وأن الهزة التي شاهدناها 300 كلم بعيدة عنا" وأضاف "إذا تحرك أي فالق من الفوالق الأربعة
لبنان سيدمر وأن الأبنية معرضة للدمار بنسب متفاوتة ولكن جميع الابنية ستدمر
."وأكيد جاي زلزال على البلد ولازم الناس تتدرب وتتمرن ". في الدقيقة
3:42 .
وتحت عنوان "الزلزال
القادم" كتبت سوسن أبطح مقالاً صحافيًا في صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ
9/2/2023 ،مقال رأي وليس تقريرًا صحافيًا علمياً، و العنوان يوحي بأن هناك زلزالًا
آخر آتي.
ونشر موقع صيدا أون لاين خبرا بتاريخ
9/2/2023 تحت عنوان "خبر جديد حاسم
يهم اللبنانيين عن الزلزال.. هل من خطر قريب؟ " وتضمن الخبر تصريح الباحث الجيولوجي في الجامعة الأميركية في بيروت
الدكتور طوني نمر يطمئن اللبنانيين قائلاً :" لا داعي لحزم الحقائب. عندما
شاهد الناس الدمار الذي أحدثه الزلزال في
سوريا وتركيا شعروا بالخوف وقد ازداد ذلك بعد الهزة التي شهدها لبنان ومصدرها
تركيا. الفوالق في لبنان أيضا شعرت بتلك الهزة لذ تحركت قليلا ونريد فترة قصيرة
لتعود الفوالق إلى المستوى نفسه الذي كانت عليه من قبل زلزال تركيا " . الخبر
المنشور من مقابلة للدكتور نمر عبر قناة الجديد.
البقاء في حالة تأهب
ما كان
عرضة لعناوين مضللة كثيرة كان حديث مدير المركز
الوطني للجيوفيزياء في لبنان مارلين البراكس لقناة الـ Otv، والذي عُنون "البقاء في حالة تأهب" البراكس: جهزوا حقائبكم!"
ونشرته مواقع إلكترونية، هنا هنا هنا هنا والمقطع الصوتي الذي نُشر للبراكس
أحدث إركابًا لدى المواطنين ما دفع البراكس إلى التعليق والرد في مقابلة على موقع لبنان الكبير على تحوير قناة الـ Otv لحديثها.
وكذلك إجتُزأ كلامها ونُشر على مواقع التواصل الاجتماعي هنا هنا ، فيما أن المقابلة كاملة منشورة على موقع يوتيوب لقناة otv، إلى أن الإعلام اللبناني عمد إلى نقل
الحديث المجتزأ دون التدقيق في المضمون. هنا هنا هنا
التغطية مستمرة
قناة AlQaheraNews المصرية وخلال تغطيتها المباشرة 10/2/2023 نشرت عنوان للمادة الإعلامية عبر منصتها على يوتيوب " الخطر يقترب من لبنان.. الزلزال المدمر هدد أكثر من 16 ألف مبنى بالسقوط" وجاء في اللقاء مع مراسل القناة حول الأضرار التي حدثت جراء الزلزال الذي تأثر به لبنان وما نتج عنه من تشققات لبعض الشوارع والمباني ، وأضاف المراسل أن المؤشرات تؤكد أن لبنان ليس بعيد عن الخطر وأن 16 ألف مبنى قابل للسقوط ، دون التوضيح من هي الجهة التي أصدرت هذه الإحصائية أو المؤشرات التي تؤكد أن لبنان في خطر .
تحذيرات وهمية
تفاعل
المواطنون في لبنان عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعات الواتساب حول الأخبار
التي كانت ترد لهم حول توقع حدوث زلزال آخر في غياب الرواية الرسمية المؤكدة
للجمهور والفوضى التي حدثت في الإعلام اللبناني من معلومات كانت ثقيلة أن تفهم في
سياق الطمأنينة بل ساهمت بشكل أو بآخر في زيادة حالات الهلع والخوف.
فريق شييك تعامل مع التحذيرات الوهمية التي نشرت عبر منصات التواصل الإجتماعي من خلال سرعة التأكد من هذه البيانات ونشرها للجمهور في لبنان إلا أن سرعة إنتقال عدوى الأخبار المضللة كانت تسيطر على الوضع العام ، من خبر إخلاء المنازل إلى روابط غير فعالة تنسب لمصادر مجهولة كانت تبث الرعب بين المواطنين إلى فوضى التصريحات . إدارة الكوارث في لبنان لم تدعو المواطنيين إلى إخلاء منازلهم ، الصليب الأحمر اللبناني لم يحذر سكان الجنوب من مغادرة منازلهم
مخالفات مهنية
إن
انتشار العناوين والأخبار المتضاربة حول أي حادثة تعد تضليلا للرأي العام وينطوي
على مخالفات مهنية قد يؤدي إلى إرباك القارئ وإمكانية انتشار الشائعات حول الواقعة
ما يؤدي إلى عدم التفريق في النشر بين الخبر الصحيح والعنوان ،وهذا ما ينافي ضوابط
كتابة العناوين، والتي ينبغي أن تتميز بالوضوح وتمام المعنى وأن لا تحمل خداعاً
للمتلقين .
وعند
رصد فريق شييك هذه الأخبار الواردة
تبين أن المواقع الإعلامية لم تستقي المعلومات من مصادرها بل اجتهدت في التفسير
والتحليل دون العمل على مراجعة المواد الإعلامية التي تنتجها قبل نشرها أو أن
تتضمن نشر تفاصيل أكثر وضوحاً للقارئ في متن الخبر أو العنوان . وتؤكد شييك على ضرورة مراجعة العناوين
المرافقة للمواد الإخبارية قبل نشرها
لتجنب التشويش والتضليل.
و نسبت
بعض الوسائل المحتوى المنشور للمواد الإعلامية لمصدر مُجهول، مخالفةً معيارًا
مهنيًا يتعين أن يلتزم به الصحفيون بتوثيق المصدر والعودة إلى البيانات الرسمية ،
وأن تراعي عند نشر كل مادة صحفية أو نص
يتم نشره أخلاقيات المهنة .
وتنص المادة 10 من ميثاق الشرف الإعلامي
"التزام الدقة والموضوعية في صياغة وتحرير واخراج ونشر المعلومات والوثائق
والصور والمشاهد، في كل المواضيع الإعلامية الخاصة بالإعلام المكتوب والمسموع
والمرئي والالكتروني، من دون تحريف الحقائق."
ويتطلب
مبدأ المهنية والأخلاقيات الإعلامية في الميثاق الفقرة ج على الآتي:
مراعاة بديهيات الإعلام: أ- الدقة أهم من السرعة؛ ب- الإنصاف أولى من الإثارة؛ ج- إبلاغ الجمهور بالحقيقة هو الهدف. 2 الإنصاف أن لا تسبب تغطية الموضوع بضرر نفسي أو أخلاقي أو جسدي .
600 هزة سنويا
صرحت الأمينة العامة للمجلس الوطني للبحوث العلمية تمارا الزين في مقابلة للوكالة الوطنية للإعلام بتاريخ بتاريخ 9/2/2023 قالت: "حول البيان الصادر عن مديرة المركز الوطني للجيوفيزياء التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية، والذي اعتبرت فيه أن الهزة التي سجلت مساء أمس جنوبي الهرمل ليست ارتدادية لزلزال تركيا بل هي منفصلة عنه، يهم المجلس التوضيح بأن المركز الوطني للجيوفيزياء يسجل يوميا عددا من الهزات، والتي غالبا لا يشعر المواطنون بها (حوالي 600 هزة سنويا)، ولكن ونظرا للأحداث الجيولوجية الراهنة والنشطة في المنطقة، فإن أخذ أي حركة إضافية ينبغي أن يكون – وبالمقاس العلمي- موضع دراسة واهتمام".
الجهة المخولة
وأكدت الزين يهم المجلس أنه هو الجهة المخولة إعطاء المعلومات العلمية المتعلقة بالزلازل في لبنان، وأنه على تنسيق دائم مع وحدة إدارة الكوارث، وهو يتمنى على وسائل التواصل الاجتماعي عدم التحوير المتعمد لبعض الأحاديث مما يثير هلعا واسعا عند المواطنين. ويؤكد المجلس مرة أخرى أن الإعلان أو التذكير بإرشادات السلامة المتبعة عالميا عندما تسجل هزة فوق ال 4 درجات إنما هي إجراءات احتياطية وقائية تعتمدها كافة الدول التي لديها خطط لإدارة الكوارث، ولا يعني بأي شكل من الأشكال أنه يدل على حصول زلزال حتمي مدمر كما جاء على بعض الصفحات".
إعداد: موسى ابوقاعود ،صفاء عياد، حنان العلي،محمد أمهز
أنجز
هذا التقرير بدعم الشبكة العربية لمدققي المعلومات (AFCN) من أريج وبالتعاون مع منصة شييك ، كجزء من
مشروع "صح" ضمن برنامج "قريب" الذي تنفذه الوكالة الفرنسية
للتنمية الاعلامية (CFI) و تموله الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD).