شييك: حنان العلي
أصبحت منصات التواصل الاجتماعي اليوم بمثابة المتنفس الرئيسي لملايين الرواد للتعبير عن آرائهم وتوجهاتهم المختلفة ، الأمر الذي مهد لظهور وجهات نظر متعددة و متجاذبة في هذا الفضاء الافتراضي وعلى الرغم من الأدوار الإيجابية لمواقع التواصل إلا أن بعض الفئات استغلت هذا الفضاء بطريقة غير مباشرة لزرع خطاب الكراهية بين الشعوب.
صفوك الشيخ
نشط مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي حساب يعود @SFOUK_AL_SHEIK " صفوك الشيخ " هنا هنا هنا يعرف نفسه بأنه مفكر وباحث سوري ، يتناول مواضيع مثيرة للجدل مثل الدين والحريات والسياسة ما جعلت ما يقدمه عبر منصاته عرضة للانتقادات ، كما يستخدم صفوك ميزة البث المباشر للترويج عن أفكاره ومواضيعه .
مضمون النشر
يسعى " الشيخ " من خلال منشوراته تقديم طابع سياسي وديني أيديولوجي، والتي تشهد تفاعلية كبيرة من طرف المتابعين عبر حساباته ، ومن الملاحظ أن معظم المواضيع المتعلقة بخطاب الكراهية التي نشرت كانت عبارة عن توجهات وآراء سياسية ودينية ومحاولة إقحام السياسة كأداة للعنصرية كما وظفت الاستمالات الإقناعية في المنشورات بدرجة كبيرة وذلك لمنح مصداقية وصدى قوي للرسالة والمحتوى وإحداث التغيير لدى المتلقي بانفعالاته وإثارة الأمور النفسية والاجتماعية ومخاطبته بشكل مباشر بما يحقق الهدف الرئيسي ببث منشورات خارجة عن المألوف ومثيرة للجدل. هنا هنا هنا هنا
خطاب كراهية
بالعودة إلى حسابات " صفوك الشيخ " ومتابعته تبين أنه استخدام عبارات وألفاظ تحض على الكراهية وتنطوي على السخرية من الآخر مثل " جعير المؤذن" " معهم حق يطردون أي محجبة تنزل إلى البحر هذا تشويه للسياحة " أبو لحية معفنة " " ملتحيين فلسطينيين هويتهم لونها ازرق مكتوب عليها الأونروا يفسدون الحياة " "يجعر بجانبه شيخ فلسطيني في صيدا" "عين الحلوة شبه بؤرة فساد هي الأخطر في العالم".
وَيَتَعَمَّدُ صفوك نشر عبارات تروج لثقافة الكراهية والتحريض على العنف والازدراء والتهجم على الآخر وإثارة الفتن بحجة أنها حرية تعبير ومحاولة لنقل الناس من الجهل إلى المعرفة هنا هنا هنا هنا
الترويج للكراهية
يستخدم "صفوك الشيخ" عبارات ترويجه لمقاطع الفيديو التي ينشرها عبر حساباته تدل على الترويج لخطاب الكراهية تجاه فئات محددة من المجتمع بقصد إثارة الرأي العام على أنه حرية رأي وتعبير ، وعند رصد هذه الفيديوهات تبين أن الشيخ يستخدم عناوين مثيرة للجدل تدل على الترويج للكراهية من خلال المواضيع التي ينشرها مثل " البحر والمحجبات" " متى يوم القيامة" " الأردن -حياة العبيد" " الأسلمة" " الزواج في لبنان" " صيدا سنان - لبنانستان" " صيدا الأفغانية" " الفطرة هي أن تمارسون الجنس مع من تحبون ". هنا هنا هنا
إن استخدام مثل هذه التعابير وإطلاق صورة نمطية ضد الأخرين قد تؤجج مشاعر الكراهية ضدهم فضلا عن إعطاء معلومات غير صحيحة قد تربك الرأي العام والتحريض على العنف وإثارة الفتنة في ظل الظروف السياسية والاقتصادية التي تعيشها البلاد العربية .
مكافحة خطاب الكراهية
عمدت منصات التواصل الاجتماعي على وضع استراتيجيات لحماية المستخدمين من التعرض للإساءات والمضايقات على وسائل التواصل الاجتماعي فنشرت شركة ميتا إرشادات للناشرين ومنشئي المحتوى لتجنب أي خطاب يحض على الكراهية ولفتت الشركة الى انها تزيل أي محتوى من هذا النوع المسيء وشددت الشركة أنه من غير المسموح للناشرين ومنشئي المحتوى تكريس جهودهم الى نرويج للكراهية .
وعلى خطى شركة ميتا لا تتسامح قواعد انستغرام ضد خطاب الكراهية مع الهجمات على الأشخاص بناء على خصائصهم التي تشمل العرق أو الدين و حظرت أي محتوى يشير إلى الكراهية .
من جانبها حددت شركة " تويتر"سياسة السلوك الباعث على الكراهية مشددة على أنه لا يحق للمستخدمين الحث على العنف ضد آخرين أو تهديدهم أو مهاجمتهم بشكل مباشر على اساس العرق او الاصل او النشأة القومية أو الجنس كما أوضحت انه لا يجوز استخدام صور أو رموز تحض على الكراهية سواء في صورة الملف الشخصي او صورة رأس الصفحة .
وتنص بنود شروط الخدمة في تيك توك والمنشور على موقعها الرسمي البند 5 يخضع الوصول إلى الخدمات واستخدامها لهذه الشروط وجميع القوانين واللوائح المعمول بها. لا يجوز لك ما يلي:
" تهديد الآخرين أو مضايقتهم، أو الترويج صراحة مواد جنسية أو عنف أو تمييز على أساس العرق أو الجنس أو الدين أو الجنسية أو الإعاقة أو الميل الجنسي أو العمر".
استخدام أي مواد عنصرية أو تمييزية، بما في ذلك التمييز على أساس العرق أو الدين أو العمر أو الجنس أو الإعاقة أو النشاط الجنسي لشخص ما.
التشريعات الدولية
سعيا للحد من انتشار أفكار التمييز وخطابات الكراهية تطرقت العديد من القوانين والمعاهدات الدولية الى ضرورة تجريم خطاب الكراهية والرسائل التحريضية بشكل يردع كل من يحاول استثارة الفتن .
نصت المادة 20 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية على أن " تحظر بالقانون اي دعوة إلى الكراهية القومية او العنصرية أو الدينية تشكل تحريضا على التمييز او العداوة أو العنف " .