تصريحات السياسيين في لبنان .. خطاب كراهية أم مجرد تعبير عن الرأي؟

image
صورة تعبيرية
خطاب كراهية سياسة 2023-10-22

شييك 

ناهلة سلامة 

انتقد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية  شارل جبور بتاريخ 20 تشرين الأول 2023  خلال مقطع نشرته منصة Lebanononnews عبر حسابها على تيك توك، مشهد الاعتداء على السفارة الأمريكية في عوكر، مستخدمًا مصطلحات مثل "عمناطقنا ما بقى تقربوا! أشكالكم بشعة وغريبة"  معتبرًا أنهم مختلفون عنه قائلًا: "لا بتشبهونا ولا منشبهكم" مضيفًا: "ولا ممكن كون شريك معه بنفس الوطن".


هل يحمل خطاب جبور دعوة للكراهية؟

وخلال رصد معدة التقرير للحلقة التي بثتها قناة Lebanon On على موقع يوتيوب  تبين أن شارل جبور كان يجيب عن سؤال المحاورة في الدقيقة 14:20 "كيف ترى مشهد الإعتداء على السفارة الأميركية في عوكر ومشهد التكسير والتخريب في لبنان، هل ينفع؟ ليجيبها جبور في الدقيقة 14:32 " دعينا نأخذ مشهدين، لقد رأينا في السابق عندما انتفض اللبنانيون الملايين في ساحة الشهداء طلبًا لإنسحاب الجيش السوري من لبنان لم يحصل "ضربة كف" وبين ما شاهدناه في عوكر، "شو هول" "معقول كون عايش مع هول الناس بالبلد؟" "هل يمكن أن أستوعب أن هؤلاء المخربين على نفس البقعة الجغرافية معنا وأنهم لبنانيون مثلنا؟ "ما بدي ياهم ، لا يشبهوننا، ولا برد الفعل ولا بأشكالهم أو الصورة البشعة "بأرفوكي بشكلن" و"كيف بيكبوا حجار"، هل هذا غضب؟ كلنا غاضبون لكن من غير المسموح الغضب على أملاك الناس".



مؤشر خطير

وحسب مؤشر شييك، ما وصفه جبور خلال إجابته على سؤال المذيعة حول أحداث التضامن مع غزة ورفضًا للعدوان في عوكر، لا يخلو من خطاب الكراهية والتمييز تجاه أبناء شعبه ويمكن تصنيفه بالخطاب الانعزالي، فإن إستخدام هذه التعابير والتوصيفات قد يخلق نوع من إثارة الفتن والعنف بين اللبنانيين .

إن خطاب جبور قد يعد تمييزيًا ومؤشر خطير للكراهية في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان. فالخطاب السياسي يجب أن يكون حكيمًا وغير مثير للكراهية، خاصة في ظل تصاعد التوتر مع العدو الإسرائيلي. فخطاب الكراهية ضد أي طرف سياسي قد يؤدي إلى مزيد من الكراهية والعنف، وهو ما يهدد بتقسيم لبنان مجدداً. واليوم، أكثر من أي وقت مضى، يحتاج لبنان إلى تضامن وطني من جميع الأطراف.

 انتهاك المعايير الإعلامية

كان الأصل بالوسيلة الإعلامية؛ التي أجرت المقابلة ونشرتها عبر قنواتها عبر مواقع التواصل الإجتماعي أن تتجنّب هذه المخالفات المهنيّة والأخلاقيّة، وأن تسعى لوضع معايير ومواثيق مهنية تُحدّد خطاب الكراهية، وكل ما يحمل تمييزاً أو تحريضاً ضدّ فئة معينة.

وتنص المادة 11 من ميثاق الشرف الإعلامي اللبناني العمل على ضبط إيقاع افتتاحيات الصحف ومقدمات نشرات الأخبار الإذاعية والتلفزيونية ، وكذلك البرامج الحوارية للإعلام المرئي والمسموع بشكل يحترم مبادئ العمل الإعلامي وأصوله وعدم بث روح العنف والفتنة" .


كما يجب على الوسيلة الإعلامية أن تتدارك الخطاب دعما للحوار الشامل والسلمي والتعددي بعيداً عن المناكفات الطائفية والعنصرية ودورها الكامن التزامها بميثاق الشرف الإعلامي اللبناني.

خلفيات الخطاب 

من الضروري أن يسعى الفاعلون السياسيون إلى استثمار الجو المحيط بهم لتقديم اقتراحات بنّاءة تسعى إلى حلّ المشكلات.من خلال خطاباتهم بدلاً من تأجيج الصراع الداخلي والتشدد السياسي الذي يقود لبنان الى الحرب الطائفية .