شييك : حنان العلي
يواجه النازحون السوريون في لبنان تحديات كبيرة، منها التمييز وخطاب الكراهية المبني على صور نمطية مغلوطة. وتتفاقم هذه التحديات في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان. وتشكل مسألة تربية الأطفال وتعليمهم تحديًا خاصًا، نظرًا لأهميتها في بناء مستقبل المجتمع السوري ومجتمعات البلدان المستضيفة.
مطالبات بإقصاء تعليمي وتأجيج الكراهية
نشرت الإعلامية كارين عبدالنور في جريدة نداء الوطن بتاريخ 4 كانون الأول 2023 مقالا صحفياً بعنوان "يلامسون أقرانهم اللبنانيّين عدداً والآلاف منهم بلا أوراق ثبوتية الطلاب السوريون يجتاحون المدارس: ماذا بعد "التطبيع" التربوي؟"، تناول المقال حول الوضع التربوي في لبنان ومخاطر دمج الطلاب السوريين في الدوام الصباحي في المدارس الخاصة وفق ما أسمته التطبيع التربوي.
وفقًا لمؤشر شييك، قامت معدة التقرير بتحليل المفردات والعبارات والسياق والمضمون التي وردت في مقال الإعلامية كارين عبد النور وقد خلص التقرير إلى أن هناك احتمالية عالية لوجود دعوة لخطاب كراهية.
استخدمت الكاتبة مفردات مثل "الطلاب السوريون يجتاحون" " الطالب السوري يتربع على مقاعد الدراسة" "يهدد هوية لبنان ومستقبله التربوي" "دائرة الخطر تضيق حول عنق مستقبل الطالب اللبناني" "تستقبل ما هب ودب من هؤلاء" " لذا سنرى للأسف طلابا سوريين لا يحملون شهادة البكالوريا يتخرجون بشهادة الماجستير من جامعات لبنانية" "التكاثر الملحوظ" "الخطر الذي يتهددنا هو ترسيخ فكرة العيش معاً" جميعها مفردات تصنف داخل دائرة تأجيج الكراهية من خلال توجيه الاتهامات العنصرية تجاه الطالب السوري على اعتبار أنه السبب في تراجع النظام التربوي اللبناني ومشاكل النظام التعليمي.
في مقالتها، زعمت الكاتبة أن الطالب السوري هو السبب في أزمة التعليم في لبنان. وقد استندت في ذلك إلى فرضية غير مثبتة، وهي أن الطالب السوري يساهم في ارتفاع كلفة الأقساط المدرسية والاستحواذ على النسبة الأكبر من فرص التعليم، وطرحت المقال فكرة تخرجه بشهادة الماجستير من جامعة لبنانية من غير الحصول على شهادة البكالوريا.
وفقا لمؤشر شييك فإنه من المحتمل أن تساهم هذه المقالة في تعزيز الرأي العام المعادي للنازحين السوريين، ونشر صور نمطية مغلوطة عنهم. وذلك لأن المقالة تقدم فرضية خاطئة عن الطالب السوري، وتعمد إلى تشويه صورته. كما أن المقالة قد تؤدي إلى إثارة الخوف والقلق بين اللبنانيين، مما قد يؤدي إلى التمييز ضد النازحين السوريين في مجال التعليم.
إعلام موجه
تناقلت عدة صفحات إخبارية ووسائل إعلامية لبنانية المقال، دون التنبه لمدى خطورته، والأضرار التي قد تنجم عنه، في مخالفة واضحة للمعايير الإعلامية وانتهاك ميثاق الشرف الإعلامي اللبناني والذي ينص في المادة 11 على أن؛ "العمل على ضبط إيقاع افتتاحيات الصحف ومقدمات نشرات الأخبار الإذاعية والتلفزيونية، وكذلك البرامج الحوارية للإعلام المرئي والمسموع بشكل يحترم مبادئ العمل الإعلامي وأصوله وعدم بث روح العنف والفتنة". هنا هنا هنا هنا هنا
الأدوار والمسؤوليات
يشترك في مهمة تعليم اللاجئين السوريين جهات فاعلة تؤدي أدوارا عدة في مجال توفير التعليم والمرافق واللوازم المدرسية وتأمين المعلمين وتدريبهم والمراقبة والإشراف ووضع السياسات الشاملة وتأمين الموارد والعمليات الداعمة وتقع مسؤولية هذه الأدوار بصورة أساسية على عاتق الحكومات المحلية ووكالات الأمم المتحدة والجهات المانحة والمنظمات غير الحكومية. فأطفال اللاجئين السوريين مسؤولية عالمية.
التعليم للجميع
شددت القوانين الدولية على أهمية التعليم للجميع وكرسته في قوانينها الدولية ومنها المادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والتي تضمنت أن يكون التعليمُ الابتدائي إلزاميًّا. ويكون التعليمُ الفنِّي والمهني متاحًا للعموم. ويكون التعليمُ العالي مُتاحًا للجميع تبعًا لكفاءتهم. وأن يستهدف التعليمُ التنميةَ الكاملةَ لشخصية الإنسان وتعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية.
مقالات الرأي
تلعب مقالات الرأي دورًا مهمًا في تشكيل الرأي العام، ولكن يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة إذا قدمت معلومات أو فرضيات غير دقيقة. فهذه المعلومات يمكن أن تؤدي إلى تعزيز التمييز والكراهية، ونشر الصور النمطية المغلوطة، وتقويض الثقة في المؤسسات الإعلامية. لذلك، من المهم أن نكون على دراية بمخاطر هذه المعلومات، وأن نسعى دائمًا إلى الحصول على المعلومات من مصادر موثوقة.
إذا، ما ورد في المقال المنشور، من استخدم مفردات وتعبيرات تصنف على أنها دعوة للكراهية والتمييز ضد السوريين في لبنان، كما سجلت بعض وسائل الإعلام مخالفة مهنية، في إعادة نشر المقال والذي يمثل ترويجا للكراهية.