إسرائيلية تطالب بتدمير الأونروا لمنع ولادة فلسطينيين جدد

image
نوغا أربيل في الكنيست
خطاب كراهية سياسة 2024-01-10


شييك: أحمد جمال - ريما حسن


تداول نشطاء على موقع إكس، مقطع فيديو من تاريخ 4-7 يناير 2024، المحللة استراتيجية إسرائيلية، تدعى نوغا أربيل، خلال كلمة لها في الكنيست الإسرائيلي، طالبت خلالها بـ "تدمير وكالة الأونروا لغوث اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، منعاً لولادة مزيد من الأطفال الإرهابيين الفلسطينيين". هنا وهنا وهنا وهنا 


وحقق ذلك المقطع مشاهدات تخطت أكثر من 900 ألف مشاهدة، وأكثر من 5 آلاف إعادة نشر، وأكثر من 9400 إعجاب.


قالت "أربيل" في المقطع: إن "التحدي الذي نواجهه، هو إزالة الخطر الذي يهددنا، وعدم الاستسلام للفكرة، ونحن على دراية بكيفية إزالة الإرهابيين، ولكنها صعبة علينا من حيث الفكرة الناجمة عن وكالة الأونروا، هذه الفكرة تصعب علينا بولادة مزيد ومزيد من الأطفال الإرهابيين تحت كل الظروف، ولن يكون نصرنا ممكنا، لو لم ندمر الأونروا، وهذا التدمير يجب أن يبدأ فورًا، ولن يكون نافعا البدء به لاحقا، الآن يجب أن نبدأ التدمير وننتبه إلى مخاطر المستقبل التي ستلحق بنا، نحن أمام فرصة ويجب ألا نخسرها كما فعلنا في السابق".   





انتقادات للخطاب

وجاءت التعليقات على المقطع المصور، منتقدة "نوغا" مع توجيه سيل من الاتهامات بأنها "صهيونية"، وكانت تعمل في وقت سابق بالخارجية الإسرائيلية، وأن تصريحها يعبر عن موقف الإدارة الإسرائيلية، المتمثل في تنفيذ "إبادة جماعية" لأهالي غزة بشكل علني، مع الإفلات من العقاب.


المحللة الإسرائيلية، أعادت نشر بعض الانتقادات الموجهة لها بسبب تصريحها المحرض على الكراهية والإبادة الجماعية؛ عبر حسابها على إكس، وقامت بالرد عليها هنا وهنا وهنا وهنا، وجاءت تعليقاتها مؤكدة لما جاء في كلمتها المتداولة، أنها "تدافع عن بلادها التي تتعرض لهجوم وحشي من قبل الإرهابيين ثم من قبل المتسكعون الذين يدعمون هؤلاء الإرهابيين على وسائل التواصل الاجتماعي"، وشددت على أنه "يجب إزالة الأونروا من العالم. وبالنسبة لأولئك الذين يتساءلون عن كيفية القضاء على الفكرة التي خلقت حماس، فهذه هي الطريقة. ولا يمكن استبدالها بشخص آخر"، وبررت موقفها المعادي لوكالة الأونروا بأنها "كانت بمثابة البذرة التربوية للشر الذي ارتكب ضدنا. ولهذا السبب يجب على الأونروا أن ترحل".





الدعوة إلى القتل 

تصريحات نوغا أربيل، الخاصة بـ "إزالة" الفلسطيين التي وصفتهم بـ "الإرهابيين"، والدعوة لتدمير الأونروا لمنع "ولادة المزيد من الأطفال" التي وصفتهم أيضًا بـ "الأطفال الإرهابيين"، تعتبر بمثابة تحريض علني على القتل، يضاف لقائمة انتهاكات الكيان الإسرائيلي، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية الذي يقوم بها على قطاع غزة دون توقف منذ 7 اكتوبر 2023، وتتعمد الأذرع الإعلامية الداعمة والمؤيدة للسياسة الإسرائيلية؛ بث مشاعر الكراهية والتحريض على العنف تجاه الفلسطينيين. وتجريم المقاومة الفلسطينية والهجوم الشرس على المدنيين في قطاع غزة ـ وهو ما يمثل دعوة صريحة إلى العنف والتمييز. 



الاستعارات المعادية

وفق مؤشر شييك؛ يشكل خطاب نوغا أربيل، حالة من الاستعارات المعادية لأنها تساهم في تكوين صور نمطية سلبية وغير حقيقية، تحمل ألفاظًا تحرض على الكراهية، مثل قولها "نحن على دراية بكيفية إزالة الإرهابيين"، و"ولادة مزيد ومزيد من الأطفال الإرهابيين"، "لن يكون نصرنا ممكنا، لو لم ندمر الأونروا"، و"الآن يجب أن نبدأ التدمير"، مع تلك العبارات وغيرها تتحول اللغة من وسيلة إلى سلاح مدمر يشجع على القتل وفرض العقاب الجماعي على مجموعة من المدنيين من بينهم نساء وأطفال.



خطاب أربيل ينتهك القانون الدولي

نصت المادة 20 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية على أن "تحظر بالقانون أية دعاية للحرب." كما " تحظر بالقانون اي دعوة إلى الكراهية القومية او العنصرية أو الدينية تشكل تحريضا على التمييز او العداوة أو العنف".


ويوضح البروتوكول الإضافي الثاني الملحق باتفاقيات جنيف المنعقدة في 12 أغسطس 1949 والمتعلقة بحماية ضحايا المنازعات المسلحة غير الدولية، الصادرة عن الأمم المتحدة في المادة 18 أنه؛ "يجوز لجمعيات الغوث الكائنة في إقليم الطرف السامي المتعاقد مثل جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والأسد والشمس الأحمرين، أن تعرض خدماتها لأداء مهامها المتعارف عليها فيما يتعلق بضحايا النزاع المسلح. ويمكن للسكان المدنيين، ولو بناء علي مبادرتهم الخاصة، أن يعرضوا القيام بتجميع الجرحى والمرضي والمنكوبين في البحار ورعايتهم".


ويوضح البروتوكول في النقطة الثانية من نفس المادة أنه يجوز لجمعيات الغوث، أن "تبذل أعمال الغوث ذات الطابع الإنساني والحيادي البحت وغير القائمة على أي تميز مجحف، لصالح السكان المدنيين بموافقة الطرف السامي المتعاقد المعني، وذلك حين يعاني السكان المدنيون من الحرمان الشديد بسبب نقص المدد الجوهري لبقائهم كالأغذية والمواد الطبية".



جرائم حرب

تنص القاعدة 156 الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني تشكّل جرائم حرب.


كما استندت المفاوضات بشأن النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية إلى فرضية مفادها أنّ السلوك يرقى إلى درجة جريمة حرب تندرج في النظام الأساسي، في حال ارتقى إلى درجة انتهاك قاعدة عرفية في القانون الدولي. ومثال آخر على اعتبار انتهاكات القانون العرفي أساساً لجرائم الحرب، القرار الذي تم اعتماده بالإجماع في لجنة حقوق الإنسان، والذي ينصّ على أن "الخروقات الجسيمة" من قبل إسرائيل لاتفاقية جنيف الرابعة والبروتوكول الإضافي الأول جرائم حرب. وبما أنّ إسرائيل، وكثيراً من أعضاء اللجنة لم تكن قد صادّقت في ذلك الحين على البروتوكول الإضافي الأول، لا بدّ من أنّ يكون هذا القرار قد استند إلى فهمٍ مفاده أنّ هذه الخروقات تشكّل جرائم حرب بمقتضى القانون الدولي العرفي.


استهداف الأونروا 


وفي 2 نوفمبر 2023، أعلن  المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، في بيان، "تضرر أربعة ملاجئ تابعة للأونروا في قطاع غزة، وتضرر ما يقرب من 50 مبنى من مباني الأونروا وأصولها، ومقتل 72 من موظفي الأونروا مع عائلاتهم في غزة منذ بدء الحرب". 


وفي بيان آخر بتاريخ 19 نوفمبر 2023، أوضح لازاريني، أنه "لا يوجد أحد أو أي مكان آمن في غزة.  ومرة أخرى، تعرضت الملاجئ المخصصة لتوفير السلامة والحماية للمدنيين للقصف، ما أسفر عن مقتل العديد من الأشخاص، بمن فيهم الأطفال. إن هذه الأعمال لا تتعارض بشكل صارخ مع قواعد الحرب فحسب، بل تظهر أيضا استخفافا تاما بالإنسانية".





وكانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى "الأونروا"، قد تأسست في أعقاب حرب عام ١٩٤٨، بموجب القرار رقم 302 (رابعا) الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 8 ديسمبر 1949 بهدف تقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئي فلسطين. وبدأت الوكالة عملياتها في الأول من شهر مايو عام 1950.



خطة عمل الرباط

وتشدد خطة عمل الرباط  على حظر الدعوة إلى الكراهية القومية أو العرقية أو الدينية التي تشكل تحريضًا على التمييز أو العداوة أو العنف، الاستنتاجات والتوصيات الصادرة من عدة ورش عمل للخبراء عقدَتْها المفوضية السامية لحقوق الإنسان في جنيف  وفيينا  ونيروبي  وبانكوك  وسانتياغو دي شيلي. ومن خلال ترسيخ النقاش في القانون الدولي لحقوق الإنسان. 


مخالفة معايير منصة X

يعتبر ما جاء في تصريحات المحللة الاستراتيجية الإسرائيلية، نوغا أربيل، مخالف لمعايير X ، حيث ينص التطبيق من خلال مدونة السلوك الباعث على الكراهية على أنه" لا يجوز لك التهديد بالإرهاب أو التطرف العنيف أو الترويج لهما.


وتنص مدونة السلوك لا يجوز لك الحث على العنف ضد آخرين أو تهديدهم أو مهاجمتهم بشكل مباشر على أساس العرق أو الأصل أو النشأة القومية أو الطائفة الاجتماعية أو التوجه الجنسي أو الجنس أو الهوية الجنسية أو الانتماء الديني أو العمر أو الإعاقة أو الأمراض الخطيرة. كما لا نسمح أيضًا بالحسابات التي هدفها الأساسي هو التحريض على الإيذاء تجاه الآخرين على أساس الفئات المذكورة أعلاه".


إذا، ما صرحت به نوغا أربيل، يعد انتهاكا واضحا للقانون الدولي الإنساني ودعوة صريحة إلى الإبادة الجماعية بحق أهالي أطفال فلسطين.