شييك: أحمد جمال
تصاعدت خلال الأيام الماضية دعوات لترحيل اللاجئين السوريين من مصر، وتصدرت منذ 5 يناير 2024 العديد من الوسوم عبر موقع التواصل الاجتماعي إكس ، طالب فيها بعض النشطاء بخروج اللاجئين من البلد مع ادعاء أنهم يشكلون عبئًا في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية المصرية.
وشملت تلك الوسوم العديد من التغريدات التي ضمت في محتواها دعوة لخطاب الكراهية ، وصل في بعض الأحيان حد التجاوز اللفظي، كما ضمت تلك التغريدات تفاعلًا كبيرًا في أوساط المصريين .
10 وسوم
رصد معد التقرير 10 وسوم تم تداولها ، حصدت أكثر من 229 ألف مشاهدة و2700 إعجاب و أكثر من 800 تعليق، حتى وقت كتابة التقرير. وشملت تلك الوسوم العديد من التغريدات التي تضمنت خطاب معادي للاجئين السوريين في مصر، وهم («#ترحيل_اللاجئين_مطلب_شعبي»، «#ترحيل_اللاجئين_واجب_وطني»،«#ترحيل_الاجئين_مطلب_وطني»،«#توطين_اللاجئين_نكبة»، «#غلق_مفوضية_اللاجئين_في_مصر»، «#غلق_المفوضية_وطرد_اللاجئين»، «#ضد_توطين_وتجنيس_اللاجيين»،«#مقاطعه_محلات_السوريين»، «#مش_هشتري_غير_من_المصري»، «#كفاية_لاجيين_في_مصر_قرفنا»).
وتضمنت بعض الوسوم التي نشرت عبر منصات التواصل بعض كلمات التحريض على الكراهية مثل " طرد اللاجئين، قرفنا، ترحيل اللاجئين، نكبة".
تسول وسباب وتحقير
خلال متابعة الحملة التي انتشرت على نطاق واسع رصد فريق شييك العديد من المنشورات التي تحمل أوصاف أو ممارسات يدعون أنها تعود لتواجد السوريين في مصر مثل التسول أمام المساجد والمنازل فقال أحدهم في تغريدة: "الناس قعدت قدام كل مساجد الجمهورية وخبطوا على كل باب"، فيما علق آخر على مقطع فيديو لأحد البرامج التي تعرض وجود لحوم فاسدة في أحد المحال، مستخدمًا ألفاظ تمثل تحقير للسوريين، قائلًا: "لكل سوري معفن بيتكلم عن النظافة اتفرجوا"، ونشر آخر تغريدة ضمت وصلة سباب وخوض في أعراض السوريات قائلًا: "البت السورية الصايعة اللي لقت مصرى يتجوزها وتعيش على قفاه فى مصر وعمالة تنتقد مصر اللى لمتها لقت سورى زيها فضحها وشرشحلها وجاب ماضيها كله أيام اللجوء والفقر والكحرتة".
في هذه الحملة تم استخدام بعض الكلمات التي تمثل خطاب كراهية لخلق صور نمطية سلبية عن المجموعة المستهدفة. وغالباً ما يتم تصوير هذه المجموعة على أنها أقل شأناً أو خطرة أو حتى عدائية، مما يشجع القائمين على الحملة بتشجيع الناس على تداول هذا الخطاب الكراهية على أنها حقائق موجودة.
"شورمجية وجواسيس ورقيق"
و رصد فريق شييك العديد من الكلمات التي تساهم في تأجيج الكراهية، من خلال توجيه اتهامات عنصرية تجاه السوريين في مصر، واعتبار أن الأزمات التي يعاني منها المصريين أحد أسبابها هم اللاجئين السوريين، مثل "شورمجية" و "الهكسوس" و"الجواسيس"، و"الرقيق"، فقال أحدهم "ايه اللى ناقص عشان اللاجئين اللى هنا يرجعوا وبفلوسهم يعمروها والا انتو شطارتكم شورمجية بس عاوزين بلدنا ع الجاهز"، في إشارة لانتشار محال الشاورما السورية في مصر، ونشر أحد المغردين تحت وسم #ترحيل_اللاجئين_من_مصر، صورة من خبر في تركيا للقبض على شبكة تجسس، معتبرًا أن ذلك دليلا عن أن اللاجئ قد يكون جاسوس، قائلًا "الجواسيس كلهم جنسيتهم فلسطنين وسورين وعراقين ولبنانين علشان بس نبقى عارفين ان الجنسيات الأجنبية ولائها للدولار". وهو تعميم واتهام غير صحيح، كما خاض أحد المغردين في أعراض السوريات، معلقًا على صورة في أحد جروبات الزواج من السوريات، قائلًا: "سوق الرقيق الأوساخ باعو بلدهم وباعو نسائهم وباعو نفسهم خربو بيت كام مصرية".
"الهكسوس والاكل الفاسد"
وانتشر ضمن التغريدات المناهضة لوجود اللاجئين السوريين في مصر، مصطلح "الهكسوس"، في إشارة إلى أن وجودهم في مصر غير مرغوب فيه، فقال أحدهم في تغريدة تحت وسم #ترحيل_اللاجئين_واجب_وطني، "الهكسوس دخلوا مصر من غير حرب جاءوا لمصر لاجئين هربانين من ظروفهم الصعبة والحروب قبائل بتعيش شرق مصر في الصحراء ولما تعرضوا لجفاف لجأوا لمصر واستوطنوا شمال مصر ولما المصريين سمحوا لهم بدأت الهجرات تكثر وده اللي بيحصل من الهكسوس الجدد"، فيما قال آخر"الهكسوس في مصر هما أكبر شبكة غسيل أموال"، واتهم أحد النشطاء السوريين في مصري بأنهم تجار مخدارت، وأنهم يستثمرون في الدولار بالسوق السوداء، وكذلك يبيعون طعامًا فاسدًا في محلاتهم، قائلًا: "استثماراتهم في مصر مخدرات وأكل فاسد ودولار".
حقوق الإنسان
ينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة 14 على أن: "لكلِّ فرد حقُّ التماس ملجأ في بلدان أخرى والتمتُّع به خلاصًا من الاضطهاد".
انضمت مصــر إلــى اتفاقيــة الأمــم المتحــدة الخاصة بوضع اللاجئين لعام 1951 والبروتوكول الاختياري لعــام 1967 إلــى جانب اتفاقيــة منظمــة الوحــدة الإفريقية التي تحكم الجوانب المختلفة لمشاكل اللاجئين في إفريقيا لعام 1969. كمــا لعبت مصر دورًا فاعلا في التوصل لإعلان نيويورك عــام 2016 والــذي أكد أهميــة دعــم الآليــات الدوليــة القائمة لتعزيز حمايــة حقــوق اللاجئين.
وانضمت مصــر إلــى العهــد الدولــي للاجئين ”Global Compact for Refugees” الــذي اعتمدته الأمــم المتحــدة فــي ديســمبر 2018، فضــلا عــن انضمامهــا لعــدد كبيــر مــن اتفاقيــات حقــوق الإنســان التــي تتضمن حمايــة حقــوق اللاجئين وبصفة خاصة النســاء و الأطفــال. وقــد شاركت مصــر بفعالية فــي المنتــدى العالمي للاجئين الذي عقد لأول مــرة فــي جنيـف منتصــف ديسمبر 2019 .
اللاجئين في مصر
تستضيف مصر حوالي 473،000 شخصاً من اللاجئين وطالبي اللجوء المسجلين من 62 جنسية. بداية من أكتوبر 2023، أصبحت الجنسية السودانية هي الأكثر عدداً يليها الجنسية السورية.
تدعم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اللاجئين السوريين الذين فروا من بلادهم التي مزقتها الحرب وبدأوا في طلب اللجوء إلى مصر منذ عام 2012. ارتفع عدد السوريين المسجلين مع المفوضية في مصر بشكل كبير من 12,800 في نهاية عام 2012 إلى أكثر من 153,000 شخص في نهاية عام 2023 ممثلين خلفيات اجتماعية واقتصادية ودينية مختلفة.
إذا، يصنف فريق شييك حملة التغريدات المناهضة للاجئين السوريين في مصر، بأنها مخالفة لمعايير حقوق الإنسان العالمي، وتساهم في تأجيج الكراهية، عبر الاتهامات العنصرية تجاه اللاجئين.
