رسم كاريكاتير يمثّل خطاب كراهية ضد السوريين في لبنان

image
الرسم الكاريكاتيري نشرته صحيفة الجمهورية
خطاب كراهية منوعات 2024-02-04


شييك: حنان العلي 

نشرت صحيفة الجمهورية اللبنانية يوم الثلاثاء 30 كانون الثاني 2024 على صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي منصة إكس وفيسبوك وانستغرام  رسما كاريكاتوريا للرسام انطوان غانم يتناول فيه موضوع  بيان الأمن العام بتذكير الرعايا السوريين في لبنان  بتسوية أوضاعهم بطريقة ساخرة.

الرسم الكاريكاتوري يقدم أمامنا رجلان في لحظة استرخاء ووضعية حوارية  أمام المنزل الأول جالس القرفصاء أمام الباب وبيده هاتفه المحمول و ملثم الوجه أما الآخر فيجلس على كرسي صغير يدخن النرجيلة ويلبس السروال القصير وقد وشم على ذراعه و تبدو في خلفية الصورة عبارة تذكير الرعايا السوريين المخالفين لنظام الإقامة بتسوية أوضاعهم إضافة لعبارة  I Love U.N على يمين الصورة وبالروح بالدم على يسارها .





دلالات الصورة العنصرية 

هذا الرسم الكاريكاتوري يمثل خطاب كراهية وعنصرية تجاه الرعايا السوريين ويصورهم  بهذا الشكل " (اللباس مثلا)  له دلالات عنصرية تمثل الدونية والفوقية إضافة إلى وصمهم باللصوص من خلال تصوير الرجل الأول الملثم والوشم على الذراع الذي له دلالته السيئة في مجتمعنا  ومن المنظور اللساني فإن عبارة " لا شنو ما عندي وقت عم أركل " خرجت من دلالة الجواب الحقيقي الى دلالة التهكم والاستهزاء ووصم الرعايا السوريين الشخص اللامبالي الذي يعتبر عالة  وعبئ على المجتمع اللبناني المعتمد فقط على المساعدات الدولية وذلك بالرجوع إلى عبارة I Love U.N للدلالة على مساعدات الأمم المتحدة .

واستخدم الفنان الكاريكاتيري مشهدية تمثل لغة كراهية باعتقاده بأنها الواقع الحقيقي الذي يعيشه السورين في لبنان مع التركيز على ترسيخ صورة نمطية على اللاجئين  السوريين في لبنان .


الفن لا يعني الكراهية 

من خلال تحليل الرسم الكاريكاتوري يُظهر للوهلة الأولى  ما  يكرّس الصور النمطية العنصرية والآراء المهينة تجاه اللاجئين . ومما يعزز ذلك تصوير الرجل الملثم الأول على أنه لص،  كما يرمز الوشم الموجود على ذراع الآخر ، وهو ما يحمل دلالات سلبية في مجتمعنا. من الناحية اللغوية، فإن عبارة "لا شنو ما عندي وقت عم أركل" تحول المعنى من دلالة الجواب الحقيقي إلى دلالة تنطوي على السخرية والوصم تجاه السوريين.

ويقوم مبدأ فن الكاريكاتير على النقد الساخر للظواهر المجتمعية والسياسية والاقتصادية كشكل للتعبير عن الرفض بطريقة فكاهية ساخرة كما يجعلها أكثر أثرا وتداولا بين الجمهور، ولكن من خلال هذه الرسم تجاوز النقد الساخر من الظواهر المجتمعية إلى توظيف خطاب كراهية تجاه الآخرين .



البيان الرسمي 


أعلن مكتب شؤون الإعلام في المديرية العامة للأمن العام في بيان له في 29 كانون الثاني 2024 على صفحته الرسمية منصة X وفيسبوك إن المديرية :" 1- تذكّر المديرية العامة للأمن العام الرعايا السوريين المخالفين لنظام الإقامة (دخول شرعي أو خلسة) ، مهما كانت مدّة المخالفة ومهما كان سبب دخولهم الى لبنان (تعهد مسؤولية، سياحة ....) " .

2- والراغبين بتسوية أوضاعهم للمغادرة، التقدّم مباشرةً من الدوائر والمراكز الحدودية للاستفادة من التسهيلات والإجراءات التي تقدمها هذه المديرية.


الفصل بين حرية التعبير وخطاب الكراهية


وفقا للمادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تنص على أنه : " لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق الآراء دون مضايقة . ومع ذلك فإن الفقرة 2 من المادة 20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة تفرض ايضا بعض القيود على حرية التعبير وتطلب من الدول " حظر" اي دعوة للكراهية القومية أو العنصرية او الدينية تمثل تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف " .


القانون اللبناني وخطاب الكراهية 

وكما هو موضح في المادة 3 من ميثاق شرف الإعلام اللبناني، من المتوقع أن ترفض وسائل الإعلام اللبنانية بشكل فعال أي شكل من أشكال التمييز العنصري، وتمتنع عن أي أعمال قد تضر بشكل مباشر أو غير مباشر بكرامة الأفراد، وتتجنب التدخل في شؤونهم الشخصية أو الخاصة، والامتناع عن الانخراط في أي شكل من أشكال الإهانة.