شييك : حنان العلي

صرح وزير التراث في حكومة الاحتلال الإسرائيلية عميحاي إلياهو لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم الجمعة  في 1 آذار 2024 "   "يجب أن نحذف هذا المفهوم "شهر رمضان" وخوفنا من هذا الشهر" . 

وهذه ليست المرة الاولى التي يثير فيها  إلياهو الجدل بتصريحات عنصرية فقد سبق  له في 5 تشرين الثاني 2023 مع إذاعة راديو "كول بيراما"، أجاب الوزير خلالها  بشكل مثير للجدل على سؤال حول "إمكانية استخدام الأسلحة النووية ضد غزة " بأنها "هذه إحدى الاحتمالات ". 

التحريض الديني 

وفق مؤشر شييك  يتضمن خطاب عميحاي إلياهو مظهر من مظاهر إساءة واستهزاء "بشهر رمضان"، الذي يُعتبر من المقدسات لدى المسلمين وله قدسيته لديهم، ويؤيد هذا الخطاب الأعمال العنيفة  ويشجعها بالإضافة إلى استخدام عبارات تمهد لجو من الإساءة وعدم التسامح .

واستخدم إلياهو لغة ازدرائية تهاجم المسلمين حول العالم، وبات هذا الخطاب يستخدم كسلاح لتحقيق أهداف سياسية  من خلال تأجيج المشاعر ونشر التعصب والعنف . 

وتُشكل هذه الممارسات التي يقوم بها وزراء حكومة الاحتلال خرقًا صريحًا للقانون الدولي، لا سيما ميثاق الأمم المتحدة، الذي يُلزم الدول بمنع التحريض على العنف والكراهية.

ويتعمد  السياسيين  في حكومة إسرائيل في تكرار استخدام المصطلحات المحرضة على القتل التي أصبحت تمثل  ظاهرة خطيرة تُهدد السلم والأمن الدوليين .

القوانين والسياسات 

مع تنامي الصراعات ذات الطابع الهوياتي اتضح جليا خطورة خطابات الكراهية التي قد تؤدي اضافة الى التنميط السلبي لمجموعات من الناس ايضا الى معاملتهم بالعنف والاضطهاد والقتل بناء على هذه التصورات كرس القانون الدولي والمواثيق  وفق المادة 18 و 19 و 20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية كما أصدر مجلس حقوق الإنسان القرار 19/7 تحت عنوان مناهضة تشويه صورة الأديان والتأكيد على أهمية احترام وتفاهم التنوع الديني والثقافي. 

خطة عمل الرباط 

تقترح خطة عمل الرباط  معايير صارمة لتحديد القيود على حرية التعبير والتحريض على الكراهية وتطبيق المادة 20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية . وتحدد اختباراً من ستة أجزاء يأخذ في الاعتبار (1) السياق الاجتماعي والسياسي (2) وحالة المتحدث (3) والنية تحريض الجمهور ضد مجموعة مستهدفة (4) والمحتوى وشكل الخطاب (5) مدى نشر الخطاب (6) وأرجحية الضرر، بما في ذلك الوشوك المحدق .

الاستنكار والغضب

قال قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية القاضي محمود الهباش : " إن شهر رمضان المبارك ليس مجرد شهر عابر بل هو عقيدة دينية عميقة الجذور في المجتمع الفلسطيني والمسلمين حول العالم بأسره".

 وأكد أن التصريحات العنصرية التي تستهدف الإسلام والمسلمين هي جزء من حرب دينية، وأنها تسيء أيضا للقيم الدينية الإسلامية والمسيحية. ورأى أن التواطؤ مع هذه التصريحات يمكن أن يؤدي إلى تأجيج الكراهية والعنف بين الأديان.

وأشار الهباش الى أن المجتمع الدولي يجب أن يتحرك بسرعة لمنع تصاعد هذا العنصرية المتطرفة الإرهابية. وأكد على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لمنع تكرار مثل هذه الجرائم الكراهية وحماية حقوق الأقليات الدينية .