شييك: محمد أمهز

يرصد هذا التقرير ملفاً محورياً يتعلق بـ "قضايا اللجوء" في لبنان بالتحديد، ويتضمن تساؤل حول الدور الذي تلعبه  وسائل الإعلام في لبنان خلال الاشهر الثلاثة الأولى من سنة 2024 أيّ كانون الثاني/يناير، شباط/فبراير وآذار/مارس. رصد كاتب التقرير في الفترة الزمنية التي ذكرت، عينة عشوائية تمثلت بسبع تقارير بثتها قناة الـMTV التلفزيونية اللبنانية على شاشتها أو نشرتها عبر موقعها الالكتروني كما على منصات التواصل الاجتماعي التابعة لها. 

و بالرغم مما يشهده لبنان من تصعيد أمني كبير  في جنوب البلاد ، أعيد فتح ملف اللاجئين/ات السوريين/ات في لبنان من جديد، ليحتل الصدارة الإعلامية وإن كان في المؤسسات الإعلامية أو مواقع التواصل الالكترونية. واحتلت قناة الـ MTV مركز متصدر في هذا الملف من خلال ما تقاريرها الاخبارية المصورة  أو مقالاتها عبر موقع الإلكتروني.. والهدف من هذا التقرير هو مراجعة محتوى النشر، توازنه ونسأل هل شاركت قناة الـ MTV  في نشر حملة تحريض ضد اللجوء؟ وهل التزمت بالمعايير الصحافية والمبادئ العامة؟ 

رصد معد التقرير في فترة الثلاث شهور الأولى (كانون الثاني، شباط وآذار) من السنة 2024 عينة عشوائية تمثلت بسبع تقارير أو حملات نشرتها قناة الMTV على شاشتها أو موقعها الالكتروني ومنصات التواصل الاجتماعي. 

منها ما تداولته صفحة "الحملة الوطنية لمواجهة التوطين السوري" الناشطة على منصة X مقطع فيديو نشرته الـ MTV في نشرتها الاخبارية بتاريخ 3 آذار 2024 والذي مفاده  “سرقة المحاصيل الزراعية في الجنوب من قبل السوريين وتقدّر بمئات آلاف الدولارات! أبناء الجنوب بين نارين: نار اسرائيل ونار النازحين السوريين الذين ينتعشوا ويعتاشوا على الخراب، سقطت حجة هربهم من الحرب، فلنتّحد جميعاً لطردهم ??✊?". هنا  

وقد حقق هذا الفيديو آلاف المشاهدات (k12.8) على حساب الناشر حتى تاريخ كتابة التقرير، بالاضافة الى اعادة النشر والاعجاب والتعليقات المؤيدة لفكرة المنشور. هنا. هنا. هنا. 

"سوريا "تشفط" مياه لبنان"، بالعنوان العريض، نشرت قناة الـ MTV على موقعها الالكتروني، بتاريخ 4 آذار 2024، تقريراً للصحافي نخلة عضيّمة حول ما سماه "مياه نهر العاصي "عاصية" على لبنان. وذكر أن حلم المشروع الكبير لاستفادة لبنان من حصته من المياه أصبح منسياً في الأدراج، وأن اللبنانيون/ات محرومون/ات، وسوريا تشفط كلّ المنسوب". هنا. 

الMTV ترافق السوريين في لبنان  

نشرت الMTV في تقارير عدة عن لاجئين/ات سوريين/ات في عدة مناطق لبنانية ضمن قضايا تعلقت بادعاءات سياسية أو تقارير ومقالات عن أحداث مختلفة، في فترات متفرقة خلال شهر كانون الثاني، شباط وآذار 2024. 

بتاريخ 24 كانون الثاني 2024 نشرت القناة على موقعها الالكتروني ادعاء للنائب جورج عدوان مفاده أن "الحكومة لم تقم بأي خطوة جدية باتجاه معالجة موضوع الوجود السوري في لبنان الذي بات يشكل خطراً على البلد و33 في المئة من الموقوفين في السجون هم من السوريين". هنا. 

بتاريخ 2 شباط 2024 الساعة 14:59 نشرت الـ MTV على موقعها الالكتروني تقرير بعنوان "رئيس بلدية الدكوانة أنطوان شختورة لـmtv: نتعامل مع السوريين وفق القانون والسوريون يشكلون خطراً وجودياً على البلد وأؤيّد خروج العمالة الأجنبية من لبنان". هنا. 

وبعد نصف ساعة من التقرير الأول، أعاد موقع القناة الالكتروني نشر تقرير آخر تحت عنوان " رازي الحاج لـmtv: سوريا بحاجة الى السوريين ولبنان يريد متنفسًا ونصف النفايات ناتجة عن السوريين". هنا. 

بعد شهر من التقرير الأول حول وجود السوريين في منطقة الدكوانة بتاريخ 1 آذار 2024، أعاد الموقع نشر تقرير مشابه لما ذكر لكن بطريقة اخرى تحت عنوان "السوريون يتسللون الى منطقة عسكرية في الدكوانة"، مع شرح مبسط للعنوان "السوريون يتسلّلون الى منطقة عسكرية للتنزه، ورئيس بلدية الدكوانة يناشد الجميع للتعاون في تطبيق التعاميم الصادرة عن الوزارات المعنية". هنا. 

حملة "undo the damage" للوكالة الإعلانية فينومينا والتي عرضتها القناة على شاشتها منذ فترة 27 شباط 2024 ولاتزال تعرضها حتى تاريخ كتابة هذا التقرير، والتي تعني بعودة اللاجئين السوريين الى سوريا مع وسم " #before_it_is_too_late" والذي يعني "قبل فوات الأوان". هنا. هنا. هنا. هنا.   

حيث اعتبرها البعض من مؤسسات الإعلام أنها حملة تحريض ضد السوريين ووجودهم في لبنان، ويذكر أن قناة الـ MTV  هي أيضا من ممولي هذه الحملة. هنا. هنا. هنا. هنا.  هنا.   

دلالات التقارير النمطية 

وأظهرت عملية رصد  العينة العشوائية التي قام بها معد هذا التقرير ان خلال فترة الشهور الثلاثة الأولى من السنة الحالية تبين أن التقارير التي نشرتها القناة قد تضمنت بعض العناوين أو الكلمات التي قد تمثل دعوة للكراهية وعنصرية تجاه اللاجئين السوريين وتصورهم بصور نمطية سلبية متعددة كالأمثلة التالية:  

أنهم لصوص أو سارقين من خلال جمل " سرقة المحاصيل الزراعية في الجنوب من قبل السوريين"، " سوريا "تشفط" مياه لبنان"، وأنهم خطر ومجرمين من خلال جمل " الوجود السوري في لبنان الذي بات يشكل خطراً على البلد و33 في المئة من الموقوفين في السجون هم من السوريين"، " والسوريون يشكلون خطراً وجودياً على البلد"، " السوريون يتسلّلون الى منطقة عسكرية"، بالإضافة الى توجيه التهم او تحميل اللوم للسوريين في خراب او تلويث لبنان بالنفايات " لبنان يريد متنفسًا "، " نصف النفايات ناتجة عن السوريين". 

واستخدمت القناة مشهدية تصورية تمثل لغة كراهية وقدمتها على أنها واقع يسببه السوريين/ات في لبنان مع التركيز على ترسيخ صورة نمطية على اللاجئين/ات السوريين في لبنان وذلك من خلال تكرارها لعرض تقريرها عن منطقة الدكوانة بشكل آخر ومن خلال عرضها الفيديو الخاص لحملة "undo the damage" الذي يعرض قصة عائلة سورية وفيرة الولادات، وبأن السوريين يطمحون لامتلاك الجنسية اللبنانية وتهجير اللبنانيين من بلدهم،  ويجب أن يعودوا الى بلادهم قبل فوات الأوان.  

غالباً ما يتم تصوير هذه المجموعات على أنها أقل شأناً أو خطرة أو حتى عدائية، وتجرد من انسانيتها ما يتشجع عامة الناس على تداول خطاب كراهية بناء على معلومات غير دقيقة تقدم على أنها حقائق وأرقام موثقة. 

القانون اللبناني وخطاب الكراهية  

كما هو موضح في المادة 3 من ميثاق شرف الإعلام اللبناني، من المتوقع أن ترفض وسائل الإعلام اللبنانية بشكل فعال أي شكل من أشكال التمييز العنصري، وتمتنع عن أي أعمال قد تضر بشكل مباشر أو غير مباشر بكرامة الأفراد، وتتجنب التدخل في شؤونهم الشخصية أو الخاصة، والامتناع عن الانخراط في أي شكل من أشكال الإهانة. 

كما يجب على الوسيلة الإعلامية أن تتدارك الخطاب دعما للحوار الشامل والسلمي والتعددي بعيداً عن المناكفات الطائفية والعنصرية ودورها الكامن التزامها بميثاق الشرف الإعلامي اللبناني. 

ليأتي السؤال الاخير هنا هل تعمدت قناة الـ MTV شن حملة ممنهجة ضد اللاجئين/ات السوريين/ات أم أن انها نقلت خبر دون تدقيق، أو معالجة أو مساءلة المسبب الأساسي؟ وإن كان الخبر صحيح؟ هل قدمت الخبر ضمن سياق محايد غير متحيز ويعرض كل الأحداث والأطراف؟  

لن نجيب على تلك الاسئلة، بل سنذكر بدور الاعلام كصلة وصل بين الإدارة الرسمية والشعب، وبضرورة تقديم الأخبار التي تشجع الرأي العام على مساءلة المسؤول كما اتخاذ قرار مستنير بعيد عن ردات الفعل الانفعالية....   

 تم إنجاز هذا التقرير بدعم من المركز اللبناني لحقوق الإنسان (CLDH)  كجزء من برنامج تدريب المراقبين/ات على التحقق من المعلومات وحقائق تتعلق بحقوق الإنسان وكيفية رصدها الممول من صندوق الأمم المتحدة للديمقراطية وبالتعاون مع منصة "شييك" للتحقق من الأخبار الكاذبة 

محتوى هذه التقرير والآراء التي تعبر عنها هي خاصة ولا تعكس بالضرورة موقف المركز أو آرائه دوماً.