شييك: ناهلة سلامة

في ظل تصاعد الحرب والاعتداءات على قطاع غزة، قام الإعلامي الإسرائيلي إيدي كوهين  في 4 حزيران 2024 بنشر فيديو عبر حسابه على منصة إكس مرفقًا بنص يقول: "كل فلسطيني أصله من غزة سيأخذ تأشيرة ولجوء سياسي  فورا عندما يصل إلى إسبانيا أو إلى أي قنصلية إسبانية في أي دولة كانت عربية أو أجنبية في آسيا أو في إفريقيا أو حتى في أوروبا، وذلك عقب صدور حكم دستوري من المحكمة العليا الإسبانية حول الشعوب التي تتعرض لإبادة. إسبانيا أقرت أكثر من مرة بأن سكان غزة يتعرضون لإبادة. مرفق الحكم من عام ٢٠٢٠ ومقال مفصل حول هذا الموضوع. مبروك لسكان غزة.”  هنا وصلت مشاهدات الفيديو حتى نشر هذا التقرير 721 ألف مشاهدة وأكثر من ألف إعجاب .

ما هي حقيقة الادعاء؟

بعد البحث تبين أن الرابط يعود إلى دعوى رقم 1327/2020 بتاريخ 15/10/2020  والتي تتعلق بطلب الحماية الدولية لعائلة عراقية مكونة من أراسيلي، أدولفو وابنتيهما.

كوفادونجا وفلور، تم تقديمها في اليونان وإسبانيا. رفضت وزارة الداخلية الإسبانية الطلب بسبب صمت إداري، مما دفع العائلة لتقديم طعن إداري. أيدت المحكمة الوطنية الإسبانية جزئياً طلب العائلة وقررت نقل أدولفو إلى إسبانيا بينما اعترفت بحق أراسيلي وبناتها في الحماية الفرعية. استأنفت النيابة العامة الحكم، مشيرة إلى ضرورة تطوير المادة 38 من قانون اللجوء لتحديد الإجراءات والشروط لتقديم طلبات الحماية الدولية عبر السفارات والقنصليات الإسبانية، وتوضيح أن الصمت الإداري لا يمكن اعتباره رفضاً ضمنياً. قبلت المحكمة العليا الاستئناف للنظر في كيفية تطبيق المادة 38 في مثل هذه الحالات." النص كاملًا هنا.

خلفية الواقعة

استمعت المحكمة إلى الطعن رقم 4989 لسنة 2019 المقدم من وكيل الدولة بالنيابة القانونية لإدارة الدولة على الحكم الصادر بتاريخ 28 مارس 2019 عن الدائرة الخلافية الإدارية بالمحكمة الوطنية في الاستئناف رقم 900 لسنة 2017 ، حيث الفصل المزعوم من قبل وزارة الداخلية والقرار الصادر في 6 يونيو 2018، فيما يتعلق بطلبات الحماية الدولية التي قدمتها السيدة أراسيلي وابنتاها كوفادونجا وفلور. هؤلاء المتقدمون، الذين تمثلهم المحامية سونيا لوبيز كاباليرو وتدافع عنهم المحامية آنا هوميت ألونسو، يتدخلون كمتهمين.

تضمن الحكم الصادر بتاريخ 28 مارس 2019 عن غرفة الدعاوى الإدارية بالمحكمة الوطنية في الاستئناف رقم 900 لسنة 2017 الحكم الآتي:

"يجب أن نعترف ونرفض الطعن الإداري المثير للجدل المقدم من التمثيل الإجرائي لأراسيلي وابنتيها القاصرتين كوفادونجا وفلور ضد القرار الصادر عن وزارة الداخلية بتاريخ 9 يونيو 2016 المبين في الأساس القانوني أولاً من هذه الجملة، وهو ما نؤكده، لأنه موافق للقانون.

ويجب أن نعترف ونقدر جزئيًا كما نقدر الاستئناف الإداري المثير للجدل الذي قدمه أدولفو ضد الفصل بسبب الصمت الإداري للطلب المقدم إلى السفارة الإسبانية في اليونان عبر الاتصالات عن بعد في 14 أبريل 2017، مع الاعتراف بحقه في النقل إلى إسبانيا للأغراض المنصوص عليها في القانون 12/2009، دون إصدار حكم بدفع التكاليف".

قانون اللجوء السياسي في إسبانيا -

جاء على الموقع الرسمي للجوء “حسب القانون العام 12/2009 حول حقوق اللجوء والحماية في إسبانيا يتم الاعتراف بالشخص كلاجئ عندما يكون هذا الشخص معرضاً للملاحقة في بلده لأسباب عرقية أو دينية أو قومية أو أراء سياسية أو الانتماء إلى مجموعة اجتماعية أو الجنس أو الاتجاه الجنسي.

بالإضافة إلى الاعتراف بالأشخاص الهاربين من الوطن والذين لا يحملون جنسية ويتواجدون في بلد خارج بلدها الأصلي وعدم الرغبة أو القدرة على العودة إليه لنفس الأسباب”. هنا

ولم يذكر الموقع أي من ادعاءات كوهين حول اللجوء في حال الإبادة الجماعية الذي أقرها في منشوره على منصة إكس.

كيف يتلاعب إيدي كوهين بمشاعر الجمهور

منذ بداية العدوان على غزة، دأُب الإعلامي الصهيوني إيدي كوهين نشر معلومات مضللة وإثارة الجدل بمواقف  تستفز مشاعر العرب والفلسطينيين، ولا سيما فيما يتعلق بتهجير الفلسطينيين. هذه ليست المرة الأولى التي يدعي فيها فتح مختلف البلدان حدودها لاستقبال الفلسطينيين بقصد تضليلهم واستغلال أوضاعهم السيئة لإثارة المشاعر السلبية ونشر البلبلة حول حقيقة الأحداث الواقعية.

وتضمن مقطع الفيديو الذي نشره كوهين تصريحًا بأن المحكمة الدستورية الإسبانية ستدعم كل شعب يخضع لإبادة جماعية أو يقيم في مصر وكل الدول العربية والأجنبية وسكان غزة ، ما يعني حسب كوهين أنه إقرار بتعرض سكان غزة لإبادة جماعية.

إذا، الرابط الذي روج له إيدي كوهين مضلل  ويعود لعائلة عراقية في عام 2020 ، ولا علاقة له بمنح اللجوء السياسي لسكان غزة في الشتات .