هل الحرارة الشديدة تسبب الموت؟

image
صورة تعبيرية
صحيح بيئة ومناخ 2024-07-01


شييك: نور ابوحميد

مع اجتياح موجات الحر الشديد المتتالية على العالم خلال هذا الصيف وبلوغ درجات الحرارة مستويات قياسية ما يشي بأن الصيف سيكون لاهبا في غالبية الدول خصوصا في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية، يبرز إلى الأذهان سؤال حول أثر تلك الموجات على صحة الإنسان خصوصا بعد ما قيل حول تسببها بقتل العديدين حول العالم.

ما صحة هذا الادعاء؟وهل أدت موجات الحر الشديدة لإزهاق أرواح لعدم قدرة أجسادهم على التكيف معها؟

الاحتباس الحراري ..... الأسوأ قادم 

ذكر موقع موقع طقس العرب بتاريخ 24 حزيران 2024 أن درجات الحرارة  بلغت مستويات قياسية حول العالم بحيث تجاوزت الـ 50 مئوي في عدة دول بحسب التقارير العالمية، وجاءت العراق في المرتبة الأولى كأعلى حرارة مسجلة على وجه الأرض بدرجة حرارة بلغت 51.1ْ درجة مئوية في مدينة البصرة.




بدوره قال الدكتور جمال الموسى مستشار التنبؤات الجوية في موقع طقس العرب والمحاضر في الأكاديمية الملكية للدراسات البحرية لشيِك ‏إن المنطقة العربية تعتبر من أكثر مناطق العالم حرارة على مدار العام حيث تصل درجة الحرارة العظمى ما يقارب الخمسين درجة مئوية لا سيما في العراق والكويت وشمال شرق السعودية والأجزاء الصحراوية من الإمارات وسلطنة عُمان.

وأضاف الموسى إلى أن ووفقاً لبحثٍ أجراه معهد ماكس بلانك الألماني للكيمياء الحيوية في ماينز ومعهد قبرص في نيقوسيا، كشفت إنه خلال منتصف قرن قد لا تنخفض درجة الحرارة الصغرى في منطقتنا العربية في ليالي الصيف عن 30 درجة بينما ستكون درجة الحرارة العظمى 50 رقم طبيعيا تشهده معظم أيام الصيف.

الحر الشديد متهم بالقتل 

بدورها قالت السلطات السعودية  بتاريخ 24 حزيران 2024 إن إجمالي الوفيات خلال موسم الحج لهذا العام بلغ (1301) حاجا بحسب المتحدث الأمني لوزارة الداخلية العقيد طلال بن عبدالمحسن بن شلهوب .





فيما أشار وزير الصحة السعودي فهد الجلاجل بتاريخ 23 حزيران 2024 إلى أن المنظومة الصحية السعودية  تعاملت مع أعداد كبيرة من المتأثرين بالإجهاد الحراري خلال موسم حج هذا العام، بعضهم لا يزال يتلقى الرعاية الصحية، مشددا أن الوفيات نتجت عن السير لمسافات طويلة تحت أشعة الشمس، بلا مأوى ولا راحة.



حرارة في الخارج وتفاعل في الداخل 

و بالتزامن مع موجات الحر الشديد يحاول جسم الانسان المقاومة و التكييف لحماية الأعضاء من أية مضاعفات محتملة.

الدكتور أمجد الشديفات استشاري طب الأسرة و الأستاذ المشارك للسكري والغدد الصماء في الجامعة الهاشمية  قال لشيِيك إنه عند ارتفاع درجات الحرارة يحاول جسم الإنسان خفضها عن طريق ضخ الدم إلى الجلد وبالتالي زيادة التعرق و هذا يؤدي إلى التبخر السطحي و شعور الشخص بالبرودة .

إلا أن الجسم – بحسب الدكتور الشديفات -  بعد التعرض لدرجات الحرارة لفترات طويلة يصاب بمضاعفات ما يعرف بضربة الشمس.

 وأكثر الأعضاء تأثرا هي العضلات و الدماغ و القلب و الكلى فعند التعرض لدرجة الحرارة العالية يذهب الدم بكميات كبيرة الى الجلد بحيث تتوسع الأوعية الدموية ما يؤدي إلى التعرق وفقدان السوائل و بالتالي الجفاف الذي يؤدي بدوره إلى زيادة المواد الصلبة و المعادن في الدم و بالتالي تكسر البروتينات ما يؤثر على الدماغ و النواقل العصبية و مستوى الإدراك و النفسية في الجسم و قد يؤدي إلى الغيبوبة أو ارتفاع ضغط الدم وزيادة العبء على القلب .

و أضاف الدكتور شديفات إلى أن قلة الماء أيضا قد تؤثر على وظائف الكلى و بالأخص عن المرضى الذين لديهم أمراض مزمنة 

و حول أكثر الفئات عرضة للإصابة بالضربة الحرارية أو الوفاة نتيجة ارتفاع الحرارة قال استشاري طب الاسرة إن الأطفال ممن تقل أعمارهم عن أربع سنوات و كبار السن  الأكبر من ٦٥ سنة و أصحاب الأمراض المزمنة مثل القلب و الكلى و الضغط و السكري و الأمراض الرئوية هم الأكثر عرضة لكل تلك المضاعفات.

"الصحة العالمية " والدراسات تحذر 

تقول منظمة الصحة العالمية بتاريخ 28 أيار 2024 إن "الحرارة خطر بيئي ومهني كبير ،والإجهاد الحراري هو السبب الرئيسي للوفيات الناجمة عن سوء أحوال الطقس حيث ارتفع عدد الوفيات بين من تزيد أعمارهم على 65 عاماً بنسبة 85٪ تقريباً في الفترة الواقعة بين عامي 2000-2004 وعامي 2017-2021



فيما خرجت دراسة ممولة من مجلس البحوث الأسترالي والمجلس الوطني الأسترالي للبحوث الصحية والطبية  إلى أن الفترة الواقعة بين عامي 2000 و2019 شهدت وفاة 000 489 شخص تقريباً بسبب الحرارة سنوياً، منهم نسبة 45٪ في آسيا و36٪ في أوروبا عقب جمع الباحثين بيانات سلاسل زمنية حول الوفيات ودرجات الحرارة المحيطة من 750 موقعًا في 43 دولة في جميع أنحاء العالم على ثلاثة مراحل.


تحالف من اجل الصحة 

تقول منظمة الصحة العالمية إن التصدّي لمشكلة تغيّر المناخ يحتاج تعاون مع التحالف من أجل العمل على إحداث التحول في المناخ والصحّة ، فضلاً عن تقديم الدعم القطري بالموارد التقنية والسياسية لمساعدة قطاع الصحّة

والمجتمعات المحلّية على التكيّف مع مخاطر تغيّر المناخ وحسم الصراع بين الصحة والحرارة لصالح الإنسان . 



إذا، يمكننا القول إن درجات الحرارة تؤثر على جسم الإنسان وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة تصل إلى الوفاة.