الفيديو المتداول لسفيرة المغرب بفرنسا يعود إلى 2016

image
صوره من الفيديو المتداول
مضلل سياسة 2024-08-10



المغرب 

شييك: سكينة اسضار


تداول مستخدمو موقع  التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في المغرب  مقطع فيديو، بتاريخ 7 أغسطس / آب 2024، يزعم متداولوه أنه تصريح جديد لسفيرة المغرب بفرنسا "سميرة سيطايل"، تقول فيه: "نحن لسنا بدولة عربية".. هنا وهنا وهنا وهنا وهنا

الفيديو المتداول حصد أكثر من 150 ألف مشاهدة حتى لحظة كتابة هذا التقرير.




حقيقة الفيديو


بعد البحث العكسي، تبين أن الفيديو قديم، ويعود تاريخه إلى 10 مارس / آذار 2016، حيث استضاف الإعلامي رشيد الإدريسي سميرة سيطايل في برنامجه "صباح الخير رشيد" على أثير إذاعة "أصوات"، والتي كانت تشغل منصب مديرة الأخبار بالقناة الثانية المغربية، وأثار تصريحها آنذاك جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب .


كلام مجتزأ 

باستخدام  خاصية تفريغ الفيديو من أداة  full fact تبين أن "سميرة سيطايل"، تقول فيه: "نحن لسنا بدولة عربية"  نحن دولة مغاربية، تاريخيا نجد أن أصولنا البربرية، نرى كل نقاط الالتقاء، والتأثيرات التي مررنا بها. نحن دولة مغاربية، وعلينا أن نؤكد على ذلك مرة أخرى، ويجب أن يكون مصدر قوة وفخر وليس موضوع جدل غير ضروري اليوم".


خلفية التضليل

في  30 يوليو / تموز 2024، تزامنا مع الذكرى الـ25 لعيد العرش، أعلن الديوان الملكي في بلاغ له عن توصل العاهل المغربي محمد السادس برسالة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، معتبرا أن "حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية".

ونقلا عن البلاغ، أكد رئيس الجمهورية الفرنسية "أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يعد الإطار الذي يجب من خلاله حل القضية. وإن دعمنا لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في 2007 واضح وثابت".

وفي هذا السياق، استضافت القناتين الإخباريتين الفرنسيتين "سي نيوز" و"أوروبا 1" السفيرة المغربية سميرة سيطايل في مقابلة صحفية، وقالت إن "هذا الموقف ليس وليد اللحظة، كما أماطت اللثام عن عدد من القضايا التي كانت تشوش على علاقات البلدين خلال السنوات الماضية".

وخلال خروجها الإعلامي الأخير، علقت السفيرة عن علاقة المغرب بإسرائيل، قائلة: "إنها علاقة خاصة للغاية، أولا، لأن 10 في المائة من سكان إسرائيل هم من أصل مغربي. هذا الرابط الذي نحافظ عليه رابط إنساني، يقوم على الهوية، ولا يأتي من صفقة كان من الممكن أن تتم بين دولتين".


الجدل الواسع

أثار تصريح سميرة سيطايل نقاشا واسعا بمواقع التواصل الاجتماعي، وحتى يومنا  هذا ، نتج عليه بين موافق ومعارض لموقفها.

تفاعلت معها الإعلامية خديجة بن قنة في تدوينة بصفحتها الخاصة على موقع "فيسبوك"، قائلة إن "المغرب بلد عربي مسلم أصيل … أحب من أحب وكره من كره".

وكان الإعلامي المغربي رضوان الرمضاني رأي آخر، حيث دون "في هذه النقطة تحديدا أنا متفق مع سميرة سيطايل، وربما على الزميلة بن قنة أن تراجع الدستور المغربي…". فيما اعتبرت لطيفة في تدوينتها أن "هذه التصريحات السطحية لسميرة سيطايل من شأنها أن تنشر العنصرية، وفي هذه الفترات بالذات لأن المغرب هو بلد عربي، أمازيغي، أفريقي، ولا تناقض بين كل ذلك".

وأعيد النقاش مرة أخرى بعد تداول الفيديو، إذ رصد فريق شييك مجموعة من التدوينات التي كانت معارضة لما صرحت به سميرة سيطايل سنة 2016، بحيث اعتبر المدونون أن موقف سيطايل هو اختزال مجحف تجاه التنوع الثقافي الذي يتمتع به المغرب، وأن مصطلح "بلد مغاربي" يعتمد عليه للتعبير عن تقسيم العالم العربي بين المشرق والمغرب. هنا وهنا وهنا وهنا.


إذا، الفيديو التي تم تداوله على أنه تصريح جديد لسفيرة المغرب بالجمهورية الفرنسية، هو ادعاء مضلل.و مجتزء من حوار صحفي أجري بتاريخ 10 مارس / آذار 2016 على أثير الإذاعة المغربية "أصوات".