فريق شييك
مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في الأردن، المقرر إجراؤها في العاشر من أيلول 2024، يظهر في المشهد الانتخابي، اتجاهان مختلفان بين فئات الناخبين. حيث يختار البعض مقاطعة العملية الانتخابية بالكامل والامتناع عن التصويت، بينما يلجأ آخرون إلى وضع ورقة بيضاء دون اختيار أي مرشح أو قائمة.
فهل التصويت بورقة بيضاء يعني إبطال الصوت الانتخابي ؟
بالعودة إلى موقع (ديوان) التشريع والرأي تبين أنه حدد آلية فرز و إحتساب الأوراق داخل الصناديق وبيّن ما هي الأوراق الباطلة وغير الباطلة في القانون رقم 4 لسنة 2022 من قانون الانتخاب لمجلس النواب و المنشور على الصفحة 2865 من عدد (الجريدة الرسمية) لرئاسة الوزراء رقم 5782 بتاريخ 04/07/2022.
وتنص المادة (46) فقرة (ب) من قانون الانتخابات لسنة 2022 المنشور على الجريدة الرسمية لرئاسة الوزراء" لا تدخل الأوراق البيضاء في حساب النتائج وتُرزَم في مغلف منفصل بعد التأشير عليه".
الأوراق الباطلة
تعتبر أوراق الاقتراع تصنّف باطلة أو غير باطلة عند بدء الفرز، و حدد ديوان التشريع والرأي فقرة أخرى لها من نفس المادة تنص المادة 46- أ- تُعتبر ورقة الاقتراع باطلة في أيٍّ من الحالات التالية:-
1- إذا كانت غير مختومة بخاتم الدائرة الانتخابية أو غير موقَّعة من رئيس لجنة الاقتراع والفرز.
2- إذا تضمّنت عبارات أو إضافات تدّل على إسم المقترع.
3- إذا لم يكن بالإمكان تحديد القائمة أو المترشحين الذين تم التأشير عليهم.
4- إذا تم التأشير في ورقة الاقتراع على أكثر من قائمة".
وجاء في الفقرة ج- لا تُعتبر ورقة الاقتراع باطلة:-
1- إذا تم التأشير على قائمة محلية دون التأشير على أيّ اسم من أسماء المترشحين فيها.
2- إذا تم التأشير على أيٍّ من أسماء المترشحين في القائمة المحلية دون التأشير على اسم القائمة.
اللجنة الملكية
وذكرت (اللجنة الملكية) لتحديث المنظومة السياسية على موقعها الرسمي مقترحات مشروع قانون الانتخاب في المادة (45-ب) بأنه"لا تدخل الأوراق البيضاء في حساب النتائج وتُرزَم في مغلف منفصل بعد التأشير عليه."
وتنص المادة (48-أ) من نفس مقترحات المشروع بأنه بعد الانتهاء من عملية فرز الأصوات من قبل لجنة الاقتراع بأن عليها تنظيم محضراً موقعاً، وأيضاً تتضمن الفقرة (ب) في النقطة السابعة منها؛ اعتبار الأوراق البيضاء بأنها لغايات العدّ فقط، وفي الفقرة (د) ذكرت بأنه ترفق جميع أوراق الاقتراع المفروزة -حسب التعليمات في الفقرة نفسها- ومن ضمنها (الأوراق البيضاء) حسب النص "بأنها تُرزَم في مغلف وترسل لرئيس الانتخاب".
احتساب أم نسبة
بدوره قال أستاذ القانون الإداري بجامعة العلوم الإسلامية العالمية حمدي قبيلات في اتصال مع فريق شييك إن الأوراق البيضاء لا تدخل في حساب النتائج وتُرزَم في مغلف منفصل بعد التأشير عليها، هذا يعني أنه واضح ومطبَّق عملياً.
وأضاف أن الأوراق البيضاء عندما تُسلّم للناخب، لا يقوم بالتأشير على أي قائمة سواءً على مستوى الدائرة العامة أو على إسم قائمة محلية أو مرشح منها وإنما يتركها كما هي، في هذه الحالات يُعدَ هذا النموذج أو هذه الورقة إن جاز التعبير (ورقة بيضاء) لا تدخل في الحساب لغايات عَدِّ الأصوات، وإنما تدخل في الحساب لغايات قياس نسبة الإنتخاب.
وأوضح قبيلات أن مثل هذا النوع من الأوراق البيضاء هو يساهم في رفع نسبة الناخبين -الأشخاص الذين أدوَ أصواتهم-، يعني هذا الشخص يعتبر أنه أدلى بصوته، إذا ما قام بوضع الورقة كما هي في الصندوق دون التأشير عليها، ولكن هذه الورقة وهذا النموذج لا يحسب لأي من القوائم ولا لأي من المرشحين، ويفرز بشكل جانبي ويُرزَم ويسلَم للهيئة عند القيام بعمليات الإحصاء والتعداد واستخلاص بعض البيانات.
تعبير عن موقف
يعتبر التصويت بالورقة البيضاء شكلاً من أشكال الاحتجاج السلمي، حيث يعبر الناخب عن رفضه للمرشحين المتنافسين أو للنظام الانتخابي نفسه، وقد يشكل مؤشراً هاماً على مدى رضا الناخبين عن العملية السياسية. قد يؤدي ارتفاع عدد الأوراق البيضاء إلى ضغوط لإجراء إصلاحات سياسية جوهرية.
يُفسر أستاذ القانون حمدي قبيلات قائلًا: إن هذا النوع من الأوراق يعبر من خلاله الناخب عن ما يدور في خُلّده، ممكن رفض المرشحين بالمجمل، رفض القوائم بالمجمل، يمكن اعتراض على سياسات عامة، لكن هو لا يريد أن يُعبّر عن ذلك بموقف سلبي من خلال المقاطعة وإنما يدلي بورقة بيضاء وبالتالي هي تعبير عن موقف ما يخص الناخب الذي قام بمثل هذه العملية.
إذا؛ التصويت بورقة بيضاء لا يعني إبطال الصوت الانتخابي، وإنما لا تدخل تلك الورقة في عملية احتساب الأصوات التي تحدد الفائزين بالانتخابات. ووفقاً للقانون، تُعزل هذه الأوراق عن الباقي وتُحفظ بشكل منفصل، مما يعني أنها لا تؤثر على النتائج النهائية للانتخابات، وإنما تُستخدم لقياس نسبة المشاركة الانتخابية.