الصورة ليست لمشروع الجسر المعلق بل تعود لقطار الحرمين في السعودية عام 2019

image
المصدر الأصلي للصورة موقع عكاظ
خاطئ سياسة 2024-08-20

فريق شييك 


نشر الاقتصادي الأردني موسى الساكت عبر حسابه على موقع x منشورًا مرفقًا بصورة بتاريخ 20 أغسطس 2024، حيث كتب: "جسر معلق من صويلح الى مرج الحمام!!مرة أخرى حلول مجتزئة وليست شاملة. نحن بأمس الحاجة كما نقول دائمًا إلى شبكة قطارات تربط المدن الكبرى، وتربط أيضاً الموانىء سواءً البرية أو البحرية بالمدن الصناعية. هذا هو التخطيط السليم الذي يتواءم مع رؤية التحديث الاقتصادي وهذه أحلام اليقظة التي نريد".




فما حقيقة الصورة ؟

من خلال البحث العكسي، تبين لفريق شييك أن الصورة تعود لاستكمال مسار قطار الحرمين الجديد عام 2019 من ناحية الأعمال المدنية والبنية التحتية التي تم تنفيذها، وعمل الحماية للمسار، وتمت مباشرة تركيب أعمدة الشبكات الكهربائية وتمديد الكوابل، وكذلك تمديد القضبان على المسار بطول 1.5 كيلومتر. هذه الأعمال كانت لتشغيل الرحلات بين جدة مكة المكرمة والمدينة المنورة لنقل المعتمرين والمواطنين والمقيمين.




الحكومة تدرس 

وكان قد أعلن رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة في 19 أغسطس 2024 عن بدء الحكومة بطرح عطاء دراسة جدوى تفصيليَّة خاصَّة بإنشاء جسر بطول 15 كيلو مترًا فوق شارع الملك عبدالله الثاني في العاصمة عمَّان، يمتدّ من طلوع صويلح إلى ما بعد منطقة مرج الحمام. لافتًا إلى أن هذا الجسر سيتمُّ إنشاؤه فوق الشارع القائم حاليَّا ويستهدف إقامة مسار للباص سريع التردُّد.


طريق مدفوع الأجر 

دراسة الجدوى الخاصَّة بهذا الطريق (الجسر) تكمِّل الحلقة الخاصَّة بالباصات سريعة التردُّد، وتتضمَّن تصوُّرا لأن يكون استخدام هذا الطريق مدفوع الأجر؛ ليتغلَّب على الأزمات المروريَّة لمن يختار أن يستخدم هذا الطريق من أصحاب المركبات المختلفة، مع الإبقاء على الطريق السُّفلي لمن لا يرغب بدفع أجور استخدام الطريق الجديد.


وكانت قناة المملكة نشرت عبر موقعها الإلكتروني في 19 أغسطس 2024 الخبر مصحوباً بصورة كُتب عليها 'توضيحية' لإنشاء جسر إسمنتي في طريق عام مرفقة بالمصدر الأصلي للصورة من موقع (istockphoto).




إسقاط سياسي 


قد تلجأ الدعاية السياسية إلى حيلة "التضليل البصري" لتشكيل تصورات الجمهور حول المشاريع القائمة أو المنوي انعقادها. من خلال استخدام صور معدلة أو قديمة لبناء "رواية بديلة" حول أفكار وآراء معينة، يعتمدها النشطاء والخبراء والسياسيين بهدف التأثير على ذاكرة الجمهور المتلقي. هذه الاستراتيجية تستغل "الثغرات المعرفية" لدى الجمهور، مما يجعلهم أكثر عرضة "لاستغلال الثغرات المعرفية" وتبني هذه الصور المستخدمة كحقيقة واقعة. كما أن دور وسائل الإعلام في نقل هذه الصور دون تدقيق يزيد من تأثيرها على الرأي العام. 


كان يجدر التنويه أن الصورة المصاحبة للمنشور هي صورة أرشيفية لقطار الحرمين في السعودية عام 2019 ، وليس لها أي علاقة بمشروع الجسر المعلق الذي يتم الحديث عنه. إن استخدام صور غير دقيقة قد يساهم في إعادة نشرها على أنها حقيقية ، وبالتالي نشر معلومات خاطئة.


إذا، الصورة المنشورة قديمة، وتعود لقطار الحرمين في السعودية عام 2019 ، وقد تم استخدامها بشكل خاطئ على أنها تمثل مشروع الجسر المعلق. هذا النوع من الأخطاء يضر بمصداقية المعلومات المقدمة للجمهور.