فريق شييك
رصد فريق "شييك" خلال فترة الانتخابات الأردنية 2024 تداول صورة على مواقع التواصل الاجتماعي، بما فيها موقع X، بتاريخ 7 سبتمبر/ أيلول 2024. يُزعم أن هذه الصورة توثّق عملية شراء أصوات "رشوة". تُظهر الصورة يد رجل جالس داخل سيارة، يحمل نسخة من المصحف وورقة نقدية من فئة الخمسين دينارًا أردنيًا، بينما تظهر يد أخرى من خارج السيارة موضوعة على المصحف. يبدو وكأن شخصًا يؤدي قسمًا، بينما يمسك الآخر بورقة الخمسين دينارًا. هنا هنا هنا هنا
حقيقة الصورة
من خلال البحث العكسي، لم يتوصل فريق "شييك" إلى المصدر الأصلي والأول للصورة. لوحظ وجود نتيجة غير دقيقة تعود لعام 2019 على متصفح جوجل، مما يرجح أن الصور قد تكون قديمة. غير أن الرابط غير صحيح ولا يؤدي إلى الصورة، كما أن جودة الصورة وتفاصيلها غير الواضحة جعلتنا نستعبد تلك النتيجة.
وفي نفس السياق ذاته، كانت أقدم نتيحة وصلنا إليها بنفس جودة الصورة بتاريخ 7 أيلول 2024. وبالرصد البصري، استدل الفريق على أن العملة الظاهرة في الصورة هي من فئة الخمسين دينارًا أردنيًا الحديثة، التي تم تداولها في فبراير 2023. هذا ما يرجح بشكل أكبر أن تكون الصورة المتداولة حديثة في حدود تلك الفترة الزمنية. هنا هنا
أصل الصورة
لمزيد من الدقة، أرسل فريق "شييك" الصورة إلى فريق المساعد الرقمي التابع للشبكة العربية لمدققي المعلومات "تشات بوت". جاءت النتائج متطابقة مع ما توصل إليه فريق "شييك"، مؤكدة أن الصورة حديثة ولم تُنشر قبل عام 2024، مما يعزز صحة الاستنتاج بأن الصورة لم تُتداول قبل ذلك التاريخ.
وفي حال لم تُظهر أدوات البحث العكسي أي نتائج ولم تكشف الأدوات الأخرى عن تلاعب أو فبركة في الصورة، يمكن تصنيفها على أنها "صحيحة جزئيًا". بمعنى أن العناصر الظاهرة في الصورة، مثل العُملة أو السياق الزمني، قد تكون صحيحة، لكن لا يوجد دليل قاطع يدعم الادعاء المصاحب لها. لذا، تبقى الصورة صحيحة من حيث المحتوى الظاهر، ولكن الادعاء المرتبط وهو ارتباطها بانتخابات الأردن 2024 يظل غير مؤكد.
الرشوة في القانون
تنص المادة 24 من قانون الانتخاب 2022 على أنه "يحظر على أي مرشح أن يقدم خلال قيامه بالدعاية الانتخابية هدايا أو تبرعات أو مساعدات نقدية أو عينية أو غير ذلك من المنافع أو يعد بتقديمها لشخص طبيعي أو اعتباري سواء كان ذلك بصورة مباشرة أو بالوساطة كما يحظر على أي شخص أن يطلب لنفسه او لغيره أي هدايا أو تبرعات أو مساعدات أو الوعد بها من أي مرشح."
إذا؛ الصورة المتداولة يمكن تصنيفها على أنها "صحيحة جزئيًا". فبينما تبدو العملة والسياق الزمني دقيقين، يبقى ارتباطها بانتخابات الأردن 2024 غير مؤكد بشكل قاطع.