"صورة الرضيع" تعود لعام 2017 ولا صلة لها بتفجيرات "البيجر" في لبنان

image
صوره متداولة
مضلل سياسة 2024-09-20


فريق شييك



نشر حساب نور على منصة X صورة لطفل رضيع مصاب في عينه ورأسه بتاريخ 18 أيلول/ سبتمبر 2024. وجاء تعليقها على الصورة "يمهل ولا يهمل، لتذكير عندما سخر أحد الشبيحة من أطفال ادلب هذه بضاعتكم ردت إليكم اللهم لك الحمد #إسرائيل #الضاحية_الجنوبية"، في إشارة واضحة إلى الشماتة في ضحايا حادث تفجير أجهزة "البيجر" في لبنان، حصدت هذه الصورة أكثر من 3 آلاف مشاهدة حتى كتابة هذا التقرير. هنا


ولم تقدم صاحبة الحساب أي تفاصيل حول صورة الطفل، والتي ظن البعض أنها قد تكون مرتبطة بحادث انفجارات "البيجر" الأخيرة في لبنان، فما حقيقة تلك الصورة؟





حقيقة الصورة 

بعد إجراء بحث عكسي، تبين أن الصورة قديمة وتعود إلى 16 سبتمبر/أيلول 2017، وقد تم تداولها في مناسبات متعددة خلال ذلك العام. الصورة تُظهر الطفل السوري الرضيع كريم، الذي فقد عينه وتعرض لإصابات بالغة في جمجمته كما قُتلت والدته خلال قصف على منطقة الغوطة الشرقية بدمشق  قبل خمس سنوات، وفقًا لما نشرته المرصد السوري لحقوق الإنسان.


  


إعادة تداول الصورة

عادت صورة الطفل المصاب، للتداول بتاريخ 18 أيلول/ سبتمبر 2024، نتيجة للأحداث الأخيرة في لبنان، وخاصة في الضاحية الجنوبية، التي شهدت موجة تفجيرات لأجهزة "البيجرز" ما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى.


تفجيرات البيجر

شهدت لبنان سلسلة من التفجيرات التي استهدفت عناصر حزب الله اللبناني باستخدام أجهزة البيجر واللاسلكي، ووفقًا لتصريحات وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، خلال مؤتمر صحفي في 19 سبتمبر/أيلول، أدت التفجيرات إلى مقتل 37 شخصًا وإصابة 2931 آخرين. هنا


دور الموساد 

"قام جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" بزرع المتفجرات داخل خمسة آلاف جهاز بيجر طلبها حزب الله قبل عدة أشهر"، هذا ما ذكره مصدر أمني لبناني لموقع "فرانس24"، مضيفًا أن " الأجهزة، كانت من تصنيع شركة "غولد أبولو" التايوانية ويُعتقد أنها دخلت لبنان في وقت سابق من هذا العام". وقد أظهر المصدر صورة لجهاز البيجر من طراز "إيه.بي 924".


موقف الشركة المصنعة

من جانبها نفت شركة "غولد أبولو" التايوانية مسؤوليتها عن تصنيع الأجهزة المستخدمة في التفجيرات، مؤكدة  أن  "هذه الأجهزة صُنعت من قبل شركة «بي.إيه.سي» الاستشارية، التي تتخذ من بودابست ( عاصمة المجر) مقرًا لها". وأضافت الشركة أنها "منحت «بي.إيه.سي» فقط ترخيصًا لاستخدام علامتها التجارية، ولم تشارك في عملية الإنتاج الفعلي"، بحسب ما جاء في تقرير نشرته وكالة رويترز.


التضامن مع الطفل

بالعودة لصورة الطفل السوري كريم، تبين أنه عقب انتشار صورته في عام 2017، انطلقت حملة تضامن واسعة من قبل العديد من المشاهير، من بينهم رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري، الذي نشر صورة له عبر حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي وهو يضع يده على عينه، إشارة إلى عين الطفل كريم التي فقدها. كما تضامن المغردون عبر وسوم مثل ( #SolidarityWithKarim و #عيوننا_لكريم و #متضامن_مع_كريم)، حيث التقطوا صورًا وهم يغطون أعينهم بأيديهم في إشارة رمزية لمعاناة الأطفال في سوريا.



إذا؛ الصورة المتداولة على منصة X والتي زُعم أن لها علاقة بأحدث لبنان الأخيرة، مضللة، وتعود لرضيع سوري يدعى "كريم"،  أصيب في قصف على مدينة دمشق في سوريا، في عام 2017.