فريق شييك
تداول نشطاء على منصة إكس مقطع فيديو يظهر فيه مجموعة من الشباب يرقصون، مدعين أنهم سوريون يحتفلون بالأحداث الأخيرة التي شهدتها لبنان. وقد حظي هذا الفيديو بتفاعل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تجاوز عدد مشاهداته 400 ألف. (هنا، وهنا، وهنا، وهنا، وهنا، وهنا).
حقيقة الفيديو:
بعد إجراء بحث عكسي، تبين أن الادعاء مضلل. إذ الرجوع إلى منصة تيك توك، تبين أن الفيديو نشره حساب لشاب مصري يدعى "أحمد مجدي"، وثق خلاله احتفال الشباب المصريين بعيد الفطر في 10 أبريل/نيسان 2024.
سياق التداول:
جاء تداول هذا الفيديو في خضم الأحداث التي شهدتها عدة مناطق بلبنان، في 17 و 18 سبتمبر/ أيلول 2024، حيث انفجرت عدة أجهزة "بيجر" وأجهزة لاسلكية مستهدفة عددًا من عناصر حزب الله اللبناني. وأسفرت هذه الانفجارات عن مقتل 37 شخصًا وإصابة 2931 آخرين، وفقا لتصريحات وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، خلال مؤتمر صحفي في 19 سبتمبر/أيلول 2024، هنا.
الموساد
موقع "فرانس24"، نقل في تقرير خاص له عن مصدر أمني لبناني أن "جهاز المخابرات الإسرائيلي «الموساد» قام بزرع متفجرات داخل خمسة آلاف جهاز بيجر طلبها حزب الله قبل عدة أشهر"
وأضاف المصدر اللبناني أن تلك "الأجهزة، كانت من تصنيع شركة «غولد أبولو» التايوانية، ويُعتقد أنها دخلت إلى لبنان في وقت سابق من هذا العام". وقد أظهر المصدر صورة لجهاز البيجر من طراز "إيه.بي 924".
غولد أبولو
الشركة التايوانية "غولد أبولو" نفت مسؤوليتها تمامًا عن تصنيع الأجهزة المستخدمة في تفجيرات لبنان، وقالت بحسب تقرير منشور على وكالة رويترز، إن تلك "الأجهزة صُنعت من قبل شركة «بي.إيه.سي» الاستشارية، التي تتخذ من بودابست (عاصمة المجر) مقرًا لها".
شركة "غولد أبولو" أكدت أنها "منحت شركة «بي.إيه.سي» فقط ترخيصًا لاستخدام علامتها التجارية، ولم تشارك في عملية الإنتاج الفعلي". بحسب ما ورد في التقرير.
يشير فريق "شييك"، إلى أن تداول مثل هذه المقاطع عادة ما يحدث أثناء الأزمات الكبرى والكوارث، وهي ظاهرة تُعرف باسم "الاضطراب المعلوماتي". هذه الظاهرة تتفاقم في أوقات الأزمات، حيث يصبح الجمهور أكثر عرضة لتلقي المعلومات المضللة وغير الموثوقة، مما يؤدي إلى انتشار الفوضى وزيادة الارتباك حول الأحداث الجارية.
إذا، الفيديو المتداول الذي زُعم أنه يوثق احتفالًا لسوريين بعد حادثة "البيجر" في لبنان، مضلل ويعود في الحقيقة لاحتفال شباب مصريين خلال عيد الفطر 2024، ولا علاقة له بالأحداث الحالية.
