فريق شييك
نشر حساب هدهد صعدة على منصة التواصل الإجتماعي (X) بتاريخ 18 سبتمبر/أيلول 2024، فيديو يُظهر انفجارًا ضخمًا، مدعيًا أنه "انفجارات جديدة في أجهزة إتصالات مجددا في عدد من مناطق الجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية"، وذلك بعد مرور يوم واحد على سلسلة التفجيرات التي استهدفت أجهزة "البيجر" اللاسلكيّة نتيجة هجوم سيبراني إسرائيلي. وقد حقق الفيديو أكثر من 6.5 ألف مشاهدة حتى وقت كتابة هذا التقرير. (مؤرشف)
حقيقة الفيديو
بعد إجراء بحث عكسي، تبين أن الفيديو لا يرتبط بتفجيرات الأجهزة اللاسلكيّة في لبنان، بل هو توثيق لهجوم بالطائرات المسيّرة الأوكرانية على مستودع ذخيرة في منطقة تفير الروسيّة، كما أفادت وسائل الإعلام الأوكرانيّة والروسيّة.
أما الصورة المرفقة مع الفيديو، فهي تعود إلى حادثة الأجهزة اللاسلكيّة في 18 سبتمبر/أيلول 2024، وقد انتشرت على نطاق واسع بعد توثيقها من قبل بعض المواطنين. هنا هنا هنا هنا
التضليل
انتشر هذا الفيديو نتيجة التوترات المستمرة في لبنان خلال الآونة الأخيرة. ويؤكد فريق "شييك" على أهمية التحقق من صحة الصور ومقاطع الفيديو المتداولة قبل نشرها، للحد من تضليل الجمهور، لا سيما في ظل الأحداث الأمنيّة.
مجزرة البيجر
تزامن تداول هذا الفيديو مع سلسلة تفجيرات "البيجر" والأجهزة اللاسلكيّة التي استهدفت عناصر حزب الله اللبناني في 17 و18 سبتمبر/أيلول 2024، والتي أسفرت عن مقتل 37 شخصًا وإصابة 2931 آخرين، وفقًا لما صرح به وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، في مؤتمر صحفيّ يوم 19 سبتمبر/أيلول 2024 هنا.
وفي هذا السياق، أفاد مصدر أمني لبناني لموقع "فرانس24" بأن جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" زرع متفجرات صغيرة داخل خمسة آلاف جهاز بيجر كان حزب الله قد طلبها قبل عدة أشهر. وأضاف المصدر أن هذه الأجهزة تم تصنيعها من قبل شركة "غولد أبولو" التايوانية، ويُعتقد أنها دخلت لبنان في وقت سابق من هذا العام. كما أرفقت صورة لجهاز البيجر من طراز "إيه.بي 924".
موقف الشركة التايوانية
صرحت شركة "غولد أبولو" التايوانية التي تُصنع أجهزة النداء، بأن الأجهزة المستخدمة في التفجيرات في لبنان لم تُنتج من قبلها، بل من قبل شركة "بي.إيه.سي" الاستشارية ومقرها بودابست. وأوضحت "غولد أبولو" أنها منحت الشركة ترخيصًا لاستخدام علامتها التجارية فقط، ولم تشارك في تصنيع الأجهزة، وفقًا لوكالة رويترز. هنا.
إذًا؛ الفيديو المتداول الذي يُزعم أنه يُظهر انفجارًا في لبنان نتيجة تفجير الأجهزة اللاسلكيّة مضلل، وهو في الواقع يوثق انفجار مستودع ذخيرة في منطقة تفير الروسية بسبب هجوم أوكراني بالطائرات المسيّرة في 18 سبتمبر/أيلول 2024.
