من هي مجموعة "أوري تسافون" وكيف تخطط لإستيطان جنوب لبنان؟

image
صوره متداولة
صحيح سياسة 2024-10-02

فريق شييك



نُشرت على منصة التواصل الإجتماعي (X) في 29 و30 سبتمبر/أيلول 2024، صورة منسوبة للاحتلال الإسرائيلي، بعنوان: "حان الوقت للحصول على منزل في لبنان!". تداولت الصورة بشكل واسع على مجموعات واتساب داخل لبنان، حيث حصدت المنشورات على أكثر من 776 ألف مشاهدة حتى وقت كتابة التقرير. هنا هنا هنا هنا (هنا هنا هنا هنا)



حقيقة الصورة

عند البحث، تبين أن الإدعاء تم نشره على موقع عبري يدّعى "حركة الاستيطان في  جنوب لبنان"- عوري تسافون هنا (مؤرشف)، هذا الموقع أنشئ من قبل مجموعة تحمل اسم"إسرائيل سوكول".

باستخدام الكلمات المفتاحية ذات الصلة، توصلنا إلى أن صحيفة Times of Israel نشرت تقريرًا في 16 يونيو/ حزيران 2024 يفيد بأن أعضاء منظمة "أوري تسافون"  أو "عوري تسافون" اتهموا الحكومة بالتأخر في استجابتها للأزمة. وأضاف التقرير أن المنظمة أطلقت في الأسبوع الماضي طائرات بدون طيار وبالونات تحمل إشعارات إخلاء لسكان جنوب لبنان.



 المستوطنات في لبنان

في 11 أبريل/ نيسان 2024، نظمت مجموعة "أوري تسافون" أول احتجاج لها قرب "كيبوتس ألونيم". تجمع الأعضاء لدعم المستوطنات في جنوب لبنان، ومن هناك، قادوا السيارات لمدة ساعة شمالاً وصعدوا جبل ميرون، الذي تتيح نقاط المراقبة فيه رؤية واضحة على لبنان. وشاركوا عبر تطبيق واتساب صورة تظهر المجموعة مبتسمة على قمة الجبل، وكتبوا: "لقد نظرنا إلى لبنان. إن شاء الله، سنصل إليه قريبًا". خلال الأشهر التالية، اجتمع العشرات من أعضاء "أوري تسافون" عدة مرات في احتجاجات مشابهة. هنا


التأسيس

تأسست مجموعة "أوري تسافون" تخليدًا لذكرى يسرائيل سوكول، الجندي الإسرائيلي البالغ من العمر 24 عامًا والذي قُتل أثناء القتال في غزة في يناير/كانون الثاني 2024. وفقًا لعائلته كان يسرائيل يحلم ليس فقط بالمستوطنات الإسرائيلية في غزة بل بالاستقرار في لبنان أيضًا.

وقال يعقوب سوكول، شقيق يسرائيل، في مقابلة مع صحيفة "جويش كارنتس": "كان بيني وبين يسرائيل نكتة حول أننا سنعيش في لبنان. لكن النكتة كانت دائما جدية. إنها الأرض التي يجب أن تكون في أيدينا". بعد وفاة يسرائيل، جاء عاموس عزاريا - الأستاذ الناشط في الحركة المتنامية لإعادة إنشاء المستوطنات الإسرائيلية في غزة، وتحدث مع عائلة سوكول حول كيفية تحقيق حلم يسرائيل، هذه المحادثات أسفرت عن تأسيس مجموعة "أوري تسافون".

منذ إطلاقها، نمت المجموعة بسرعة، حيث تضم منتدياتها الرسمية على واتساب حوالي 3000 عضو من جميع أنحاء البلاد. في هذه المساحات الافتراضية، يتبادل القادة صور الانفجارات في شمال إسرائيل ولبنان؛ وينتقدون سياسات إسرائيل "المذعنة" في المنطقة. كما يقترحون أسماء عبرية لتحل محل أسماء المدن اللبنانية. ويعلنون عن رحلات تجديف مستقبلية في جنوب لبنان، تحمل شعار "إنه ليس حلما؛ إنه حقيقة". هنا 



رؤية الحركة  

تتمثل رؤية حركة  "أوري تسافون" في هزيمة النفوذ الإيراني وتحقيق استقرار طويل الأمد لدولة إسرائيل. تسعى الحركة إلى وضع جنوب لبنان تحت السيطرة الإسرائيلية وتحويله إلى محمية إسرائيلية بقيادة مسيحية وحماية إسرائيلية. تعتقد الحركة أن لا قدسية لاتفاقيات سايكس-بيكو ومؤتمر باريس، التي رسمت الحدود الحالية، وأنه لا داعي للدفاع عن حدود لا تراعي التضاريس الطبيعية مثل الجبال والوديان، بل تعتبرها مجرد خطوط على الخريطة. وترى إسرائيل أنه لا بديل عن غزو لبنان لضمان أمنها.



الأراضي اللبنانية

نظمت المجموعة أكبر حدث لها حتى الآن في يونيو الماضي، حيث عقدت مؤتمرًا افتراضيًا حضره مئات الأشخاص. تحدث قادة "أوري تسافون" وضيوف المؤتمر عن الارتباط اليهودي التاريخي بلبنان، والسياق الجيوسياسي للبنان، واستراتيجية إسرائيل على حدودها الشمالية. كما تمت مناقشة نماذج سابقة للاستيطان الناجح. ونتيجة لذلك، حصلت أفكار "أوري تسافون" على تغطية واسعة في الصحافة الإسرائيلية، واكتسبت تأييد بعض الشخصيات البارزة، بما في ذلك عضو الكنيست السابق موشيه فيجلين. هنا  


عمياد كوهين، الرئيس التنفيذي لمركز "حيروت" (الفرع الإسرائيلي لصندوق تيكفا الذي يعمل الآن بشكل مستقل)، تحدث في المؤتمر بصفته خبيراً عسكرياً في الشؤون الشمالية ــ لم يعلن عن انتمائه لمركز حيروت ــ وقال إن "إسرائيل يجب أن تسيطر على الأراضي اللبنانية لأن العدو يجب أن يدفع الثمن".



إذا، الصورة المتداولة التي تُظهر دعوة لشراء منازل في جنوب لبنان صحيحة، وتعود إلى "حركة الاستيطان في  جنوب لبنان - أوري تسافون" التي تهدف إلى تحويل جنوب لبنان إلى محمية إسرائيلية وبناء المستوطنات.