فريق شييك

 في سياق الغارات الإسرائيليّة العنيفة التي تستهدف الضاحيّة الجنوبيّة لبيروت وبعض المناطق اللبنانيّة بشكل عام، تداولت عدّة حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي في 2 و3 أكتوبر/تشرين الأوّل 2024. مقطع فيديو يظهر مجموعة من الصور المتتالية لدخان ناتج عن انفجار. زعم ناشرو الفيديو أن خيالًا يظهر في الدخان يشبه ملامح وجه الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله. وقد حقق المقطع أكثر من 2.7 مليون مشاهدة  على الحسابات المنشورة حتى وقت إعداد هذا التقرير. هنا، هنا، هنا، هنا، وهنا.

حقيقة الصورة

بعد إجراء بحث عكسي على الصورة، تبين أن لا علاقة لها بالغارات الأخيرة على لبنان. الصورة في الواقع تعود إلى غارة جوية على مدينة رفح في قطاع غزة عام 2020، والتُقطت بعدسة المصوّر الصحفي سعد خطيب لصالح وكالة "AFP". هنا.

التلاعب بالصورة

بملاحظة الصورة بعناية، يتضح أنه تم تعديلها عن طريق تركيب وجه نصر الله على جزء من الظلال الناتجة عن الانفجار، مما أعطى انطباعًا لدى البعض بأن الدخان يشبه ملامحه. وقد ساعد استخدام مستوى شفافية أعلى في بعض الصور في تعزيز هذا الوهم، وهو تلاعب بصري يهدف إلى استغلال العواطف وجذب تعاطف المؤيدين، خاصة بعد حادث اغتياله.

تفاصيل

انتشرت الصورة في سياق تكثيف الغارات الإسرائيليّة على لبنان، التي أصبحت يومية منذ اغتيال "نصرالله" في 27 سبتمبر/أيلول 2024. في الواقع الصورة تم التقاطها خلال غارة إسرائيلية على أهداف تابعة لحركة حماس في مدينة رفح، ردًا على هجمات البالونات الحارقة على إسرائيل، وفقًا لما نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل". عن قوات الدفاع الإسرائيليّة هنا.

إذًا؛ الصورة المتداولة، التي يُزعم أنها توثق وجه الأمين العام حسن نصرالله في الدخان، ليست مرتبطة بالأحداث الحالية في لبنان، بل تعود إلى غارة إسرائيليّة على رفح عام 2020.