المغرب 

شييك: سكينة اسضار

انتشر على المنصات الرقمية المغربية بتاريخ 24 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، مقطع فيديو لحفل تسليم المهام الوزارية بوزارة التعليم العالي، يظهر فيها الوزير الجديد عز الدين الميداوي مع الوزير السابق عبد اللطيف الميراوي. وترافق مع الفيديو مزاعم بأن الميداوي امتنع عن مصافحة الميراوي  بدعوى خلاف قديم بينهما، يتعلق بإقالة الميداوي من رئاسة جامعة ابن طفيل. التقرير التالي يكشف حقيقة هذا الادعاء ويوضح السياق القانوني المحدد لشروط شغل المناصب الجامعية بالمغرب.

حصد الفيديو عددًا كبيرًا من التفاعلات في المغرب، إذ وصل عدد المشاهدات إلى أكثر من  54 ألف مشاهدة. هنا، وهنا، وهنا، وهنا، وهنا، وهنا، وهنا.  ولكن ما مدى صحة هذه الادعاءات؟

التحقيق في الادعاء

عند البحث، تبيّن أن عز الدين الميداوي شغل منصب رئيس جامعة ابن طفيل لولايتين متتاليتين بين عامي 2014 و 2022. جرى تنصيبه رسميًا في المنصب يوم 29 يناير 2014، بحضور الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي آنذاك سمية بن خلدون. 

وفي 12 يوليو/ تموز 2018، صدر قرار حكومي بتجديد تعيينه لولاية ثانية  بنفس الجامعة، ما يتوافق مع القانون المغربي. هنا

بحسب الظهير الشريف -المرسوم الملكي-  رقم  1.00.199 الصادر بتاريخ 19 مايو/ أيار 2000، المنظم للتعليم العالي في المغرب، فإن مدة رئاسة الجامعة هي أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقط. وعليه، فإن الميداوي أكمل مدتين قانونيتين متتاليتين في رئاسة جامعة ابن طفيل دون إقالة، الأولى عام 2014 في حكومة بنكيران، والثانية في عام 2018 في حكومة العثماني. هنا

سياق التغييرات الوزارية

تعّين عبد اللطيف الميراوي وزيرًا للتعليم العالي في حكومة عزيز أخنوش (هنا) في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، بينما عُين رئيس جديد لجامعة ابن طفيل خلفًا للميداوي يوم 23 فبراير/شباط 2023، (هنا) أي بعد نحو عام وأربعة أشهر من تعيين الميراوي.

وفي 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، ظهرت لقطات خلال حفل تسليم المهام توثق المصافحة والعناق بين الميراوي والميداوي، ما يناقض تمامًا الادعاءات المتداولة حول وجود خلاف واضح أو رفض للمصافحة. هنا

بناءً على الحقائق المتوفرة، يتضح أن الادعاء بشأن امتناع عز الدين الميداوي عن مصافحة عبد اللطيف الميراوي بسبب "إقالة" مزعومة مضلل، إذ شغل الميداوي رئاسة جامعة ابن طفيل لفترتين متتاليتين وفق القانون المغربي.