فريق شييك
انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي، بتاريخ 8و9 ديسمبر/كانون الأوّل 2024، صورة تُظهر امرأة نحيلة ومقيّدة بسرير، مع ادعاء بأنها تمثل أوضاع السجناء في أحد السجون السورية. حققت الصورة انتشارًا واسعًا، حيث تجاوزت 219 ألف مشاهدة حتى وقت كتابة هذا التقرير.
الادعاءات: هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا
حقيقة الصورة
من خلال البحث العكسي، تبيّن لفريق "شييك" إن الصورة لا علاقة لها بسوريا أو بسجناء في أي من السجون السورية، وإنما هي صورة قديمة التقطت في متحف بقايا الحرب في مدينة هو تشي منه، فيتنام، وتعرض مشاهد تعبر عن عواقب الحرب وتأثيراتها على السجناء.
وللتأكد من صحة وجود هذا المتحف، بحثنا عن الموقع الجغرافي له وتبين أنه صحيح ومتواجد في مدينة هو تشي منه بفيتنام.
متحف مخلفات الحرب
أنشئ المعرض عام 1975 تحت اسم "معرض الجريمة الأمريكية" war remnants museum، وتغيرت تسميته لاحقًا عدة مرات قبل أن يُطلق عليه "متحف مخلفات الحرب" في عام 1995. والمعرض تم انشاؤه بهدف انقاذ الشعب الفيتنامي في النضال ضد القوات الغازية، وإدانة الجرائم.
يُعد متحف بقايا الحرب في فيتنام وحدة تابعة لوزارة الثقافة والرياضة والسياحة. يهدف إلى توثيق الجرائم وآثار الحروب التي عانت منها فيتنام، من خلال جمع الصور والمقتنيات وعرضها للجمهور. المتحف يُعتبر عضوًا في المجلس الدولي للمتاحف (ICOM)، ويعمل على إبراز الأثر المدمر للحرب من أجل تعزيز قيم السلام العالمي. هنا
وكان موقع alamy قد وثق الصورة عام 2019، وجاء وصف الصور أنها التقطت في "معرض السجناء في متحف بقايا الحرب" في فيتنام، ونفس الصورة بتاريخ 2015، ضمن مجموعة صور وردت في مقال على موقع "تاريخ الحرب" للمؤلف "جاك بيكيت" تحت عنوان "الكابتن همبرت فيرساتشي، سجين فيكتوري، وميدالية الشرف"، ووردت الصورة ضمن سياق المقال وأسفلها تعليق "تم استخدام أغلال الساق بشكل مكثف في جميع السجون" في إشارة إلى طريقة التعذيب في ذلك الوقت.هنا.
النتيجة
الصورة المتداولة على أنها تمثل حال السجناء في سوريا "مضللة". في الواقع، هي صورة توثق معاناة السجناء في معرض متحف بقايا الحرب في فيتنام. تم تداول الصورة في سياقات مختلفة على مر السنين، بدءًا من نشرها في مقال يعود إلى عام 2015 وصولاً إلى استخدامها في المتحف.