الفيديو المتداول ليس لأنفاق عسكرية حديثة في مصر.. بل مزار قديم من 2014

image
مزار "عيون موسى" العسكري السياحي في سيناء شمال شرقي مصر
مضلل سياسة 2025-02-13



فريق شييك|مصر







الفيديو المتداول لأحد أفراد الجيش المصري في نفق  تحت الأرض، يعود لعام 2014، وهو لمزار عسكري في على بُعد حوالي 20 كيلومترًا من مدينة السويس المصرية. 




الادعاء

نشرت صفحة "الصين بالعربية" على منصة (X)  في 11 فبراير 2025 مقطع فيديو وتناقلته عنها العديد من الحسابات، يزعم أن المقطع يُظهر أحد أفراد الجيش المصري داخل أنفاق تحت الأرض، في حالة استعداد قتالي عالٍ.

المقطع حصد أكثر من مليون و700 ألف مشاهدة حتى وقت إعداد التقرير. هنا، هنا، هنا، هنا.



نتائج التحقق

أجرى فريق "شييك" بحثًا عكسيًا باستخدام "Google Lens"، مما قاده إلى المصدر الأصلي للفيديو. وتبيّن أن المقطع نُشر لأول مرة قبل أكثر من 10 سنوات على منصة "يوتيوب"، تحديدًا بتاريخ 11 سبتمبر 2014، عبر قناة تحمل اسم "أحمد شوكت"، وذلك خلال زيارة إلى مزار "عيون موسى" العسكري السياحي، المعروف أيضًا باسم متحف "النقطة الحصينة"، وهو أحد أبرز المعالم التي توثق تفاصيل معركة بطولية خاضها الجيش المصري.هنا



مزار عيون موسى

يقع متحف عيون موسى على بُعد نحو 20 كيلومترًا من مدينة السويس (شمال شرقي مصر)، بالقرب من الموقع التاريخي عيون موسى، الذي يُعتقد أنه المكان الذي مر به النبي موسى (عليه السلام)، واستسقى ربه، فانفجرت له اثنتا عشرة عينًامن الصخر.  

تحوّل المزار من موقع عسكري إسرائيلي محصن، أنشأته قوات الاحتلال عام 1967 على امتداد قناة السويس، إلى مزار سياحي عسكري بعد سيطرة الجيش المصري عليه خلال حرب أكتوبر 1973. لعب الموقع دورًا استراتيجيًا في المواجهات العسكرية، إذ يضم خندقًا وممرًا يشبه النفق يؤدي إلى غرف القادة ومبيت الجنود، إضافة إلى أماكن اجتماعات القوات الإسرائيلية. وعقب انسحاب الاحتلال، تُركت المعدات والعتاد في الموقع، مما أتاح تحويله إلى مزار يوثق تفاصيل المعركة، ولا تزال بعض المخلفات العسكرية موجودة حتى اليوم. هنا


سياق انتشار الفيديو 

تصاعد التوتر بين مصر وإسرائيل في ظل دعوات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، ما دفع "القاهرة" إلى إصدار بيان رسمي في 9 فبراير 2025 ترفض فيه تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واصفة إياها بأنها "مضللة" ومناقضة للجهود المصرية المستمرة منذ بداية الحرب، والتي تشمل "إدخال المساعدات الإنسانية" إلى غزة.  

وأكدت مصر أن هذه التصريحات تهدف إلى التغطية على الممارسات الإسرائيلية في القطاع، مثل استهداف المدنيين وتدمير البنية التحتية من مستشفيات، مدارس، ومحطات الكهرباء والمياه، إضافة إلى فرض حصار وتجويع ممنهج. كما حذّرت من أي محاولات لفرض تهجير قسري للفلسطينيين إلى مصر، الأردن، أو السعودية، مؤكدة رفضها القاطع لأي تغيير ديموغرافي قسري في المنطقة. هنا



النتيجة

الفيديو لا يُظهر أنفاقًا عسكرية مصرية حديثة، بل مزارًا عسكريًا في سيناء تم تصويره بتاريخ 11 سبتمبر 2014.إعادة نشره بشكل مضلل أعطت انطباعًا خاطئًا عن استعداد الجيش المصري للحرب.