فريق شييك|الاردن
الصورة المنتشرة التي يُزعم بأنها لطبيبة تخدير عام 1892 تُدعى "ماتيلدا" , مزيفة حيث تم تجزئتها من برنامج تلفزيوني |
الادعاء
انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، خلال الفترة بين 19 و23 شباط 2025، صورة يُزعم أنها تعود لطبيبة تخدير تدعى ماتيلدا من عام 1894. ورافق الصورة تعليقٌ يشير إلى أن أطباء التخدير في الماضي كانوا يختبئون خلف باب غرفة العمليات، وبمجرد دخول المريض، يفاجئونه بضربة مطرقة على جزء معين أسفل مؤخرة رأسه، مما يؤدي إلى فقدانه للوعي لفترة زمنية تكفي لإجراء الجراحة قبل أن يستعيد وعيه.
الادعاءات : هنا مؤرشف , هنا مؤرشف , هنا مؤرشف
حقيقة الصورة
بعد إجراء بحث عكسي باستخدام أدوات "Google Lens"، "TinEye"، و"Bing"، تبين لفريق "شييك" أن الصورة مزيفة، ومقتطعة من مقطع فيديو تابع للمسلسل التلفزيوني "Amish Mafia"، المؤلف من أربعة مواسم، عُرض لأول مرة على قناة "ديسكفري" الأمريكية في 12 ديسمبر 2012. كما تبيّن أن المرأة الظاهرة في الصورة تُدعى ماري، وظهرت في حلقة خاصة من الموسم الثاني بعنوان "An Amish Sin"، والتي ركزت على تفاصيل الحياة داخل المجتمع الآميشي.
التخدير قديماً
ذكر موقع "sciencemuseum" أن ابن سينا أشار في كتابه القانون في الطب إلى أن استنشاق الأبخرة كان وسيلة فعالة لإعطاء الأدوية، خاصة لعلاج أمراض الجهاز التنفسي والصدر. كما أوضح أن المهدئات تعمل بشكل أسرع عند استنشاقها مقارنة بتناولها عن طريق الفم.
وأوضح الموقع في مقال بعنوان "فن التخدير"، أن ابن سينا وصف تقنية "الإسفنجة المنومة"، حيث تُنقع إسفنجة في مستخلص عشبي مهدئ ثم توضع تحت أنف المريض أثناء العملية الجراحية للحفاظ على تخديره. وقد ظل استخدام هذه الطريقة في التخدير قائماً حتى القرن التاسع عشر، مما يعكس تأثير القانون في الطب، الذي يُعتبر من أهم النصوص الطبية في العصور الوسطى، على كل من الطب الأوروبي والإسلامي.
متى بدأ استخدام التخدير؟
يوضح موقع "sciencemuseum" أن التخدير لم يكن اكتشافًا مفاجئًا، بل تطور عبر الزمن. إن أول استخدام موثوق به للتخدير العام في اليابان عام 1804. حيث أجرى الطبيب سيشو هاناوكا عملية استئصال جزئي للثدي لامرأة تبلغ من العمر 60 عامًا مصابة بسرطان الثدي.
نجت مريضته من العملية، لكنها توفيت بعد ستة أشهر من الجراحة. واصل هانواكا إجراء العمليات الجراحية المعقدة، والتي كانت ناجحة في كثير من الأحيان. كما درب أكثر من 2000 طالب طوال حياته المهنية.
كان هانواكا يستخدم مزيجًا من الأعشاب يتم شربه بدلاً من استنشاقه. وكان يحتوي على نباتين قويين للغاية: نبات الراهب ونبات التفاح الشوكي.
ولم ينتشر التخدير خارج اليابان، واضطر بقية العالم إلى الانتظار ما يقرب من 50 عامًا قبل ظهور التخدير العام.
في 1798، اقترح الكيميائي همفري ديفي أن أكسيد النيتروز يمكن أن يخفف الألم، لكنه لم يُستخدم في الجراحة. بعد ذلك، في 1842، استخدم الطبيب كروفورد لونج الإيثر كمخدر، لكنه لم ينشر نتائجه حتى 1849.
الحدث الأهم كان في 16 أكتوبر 1846، عندما نجح الجراح ويليام مورتون في استخدام الإيثر أثناء عملية جراحية في مستشفى ماساتشوستس، ليصبح هذا أول توثيق رسمي لنجاح التخدير الجراحي. وقبل ذلك بعام، حاول طبيب الأسنان هوراس ويلز استخدام أكسيد النيتروز، لكن التجربة فشلت عندما شعر المريض بالألم.
تحقيق سابق
في 20 أكتوبر 2020، خضعت هذه الصورة للتحقق، ورغم ذلك، عادت للانتشار مجددًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما استدعى إعادة التحقق منها.
النتيجة
الصورة المتداولة على أنها لطبيبة تخدير من عام 1892 ليست حقيقية، بل تم اقتطاعها من المسلسل التلفزيوني Amish Mafia عام 2012، وتعود لفتاة تدعى ماري التي ظهرت فيه.