لبنان
شييك: مروة صفا
تصدّر وسم #أجيال_السيد قائمة الوسوم الأكثر تداولًا في لبنان عقب 12 تشرين الأول/أكتوبر 2025، مسجلاً أكثر من 15.8 ألف منشور، إلى جانب وسم #كشافة_المهدي الذي شهد تفاعلاً واسعاً عبر منصات التواصل، خاصة على منصة "إكس". تباينت التفاعلات ما بين منشورات داعمة للفعالية وأخرى معارضة، مما يعكس انقساماً في الخطاب الرقمي حول الرمزية والدلالات المرتبطة بالمناسبة.
جاءت هذه التفاعلات بعد الاحتفال السنوي لجمعية كشافة الإمام المهدي الذي أقيم في المدينة الرياضية ببيروت تحت شعار "أجيال السيد"، إحياءً للذكرى الأربعين لتأسيس الجمعية. شهدت الفعالية مشاركة واسعة من الكشفيين بمختلف الأعمار والمناطق اللبنانية.هنا
ونشرت الجمعية عبر صفحتها الرسمية على “إنستغرام” أن وسم #أجيال_السيد تصدّر قائمة الوسوم الرائجة في لبنان، مرفقةً منشورًا جاء فيه: “#أجيال_السيد يحتل المرتبة الأولى في trending hashtags على صعيد لبنان”، في إشارة إلى مستوى التفاعل الرقمي الذي رافق الفعالية. هنا
إلى ساحة للكراهية
تزامن الحدث مع تفاعل رقمي واسع ومشحون على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر المستخدمون عن مواقف متباينة تتراوح بين الدعم والرفض، لكن ما يثير القلق هو انتشار بعض الخطابات ذات الطابع الاستفزازي والإقصائي، والتي تعمقت في التعبيرات العدائية والاتهامات المتبادلة.
يأتي هذا السياق في بيئة لبنانية تتكرر فيها أنماط الاستقطاب الرقمي حول الفعاليات ذات الأبعاد الدينية والسياسية، حيث تتحول المنصات إلى ساحة لصراع الانتماءات والطائفيات. هذه الظاهرة لا تعكس فقط تباين الآراء، وإنما تكشف عن تصاعد نبرة الكراهية، وتنامي خطاب التحقير والخصومة، ما يعكس هشاشة الخطاب الاجتماعي وضعفه في إدارة القضايا الرمزية والهويات الجماعية، ويثير مخاطر تصعيد الانقسامات المجتمعية في ظل غياب آليات فعالة للحد من خطاب الكراهية.
وسمَي #أجيال_السيد و#كشافة_المهدي
شهدت منصّات التواصل الاجتماعي، ولا سيّما منصة “إكس”، تفاعلًا ملحوظًا عقب إقامة فعالية جمعية كشافة المهدي، حيث برز #أجيال_السيد و#كشافة_المهدي ضمن قائمة الوسوم الأكثر تداولًا في لبنان خلال الفترة الممتدة بين 12 و 14 تشرين الأول/أكتوبر 2025. وقد استخدم المستخدمون هذين الوسمين لنشر محتوى متعلّق بالفعالية، تراوح بين التغطية المباشرة للحدث، والتعليقات حول طبيعته، وردود الفعل المتنوعة تجاهه.
يعكس حضور هذين الوسمين تصاعد مستوى الاشتباك الرقمي، والذي يُمكن أن يكون مؤشراً على مدى أهمية الحدث في مساحة الخطاب الاجتماعي والسياسي، حيث تتحول الوسوم إلى أدوات لتوجيه النقاش أو تشكيل الرأي العام حول الرمزية والمكانة الثقافية للفعاليات. كما أن تنوع المحتوى المنشور بين التغطية والتعليق يعكس استغلال الفضاء الرقمي لتشكيل مشهد متفاعل ومتعدد الأوجه، لكنه يضاعف أيضاً من احتمالية بروز الخطابات التصعيدية أو الاستقطابية التي تؤطر الموقف، مما يضع تساؤلات حول قدرة الخطاب الرقمي على إدارة التوترات أو تحييد خطاب الكراهية المرتبط بالمناسبات ذات الطابع الديني أو السياسي في لبنان.
#أجيال_السيد
قامت معدة التقرير بجمع وتحليل بيانات الرصد الرقمي لوسم #أجيال_السيد حتى 14 تشرين الأول/ أكتوبر 2025 باستخدام أداة TweetBinder، ولوحظ تسجيل 200 منشور، وهو الحد الأقصى الممكن للرصد بالنسخة المستخدمة، ما يشير إلى احتمال تجاوز العدد الفعلي لهذا الرقم. وقد برز أن الغالبية العظمى من المنشورات (98%) كانت عبارة عن إعادة نشر، مما يعكس اعتمادًا على تداول المحتوى الموجود أكثر من إنتاج محتوى جديد، وهو مؤشر على نمط تفاعل رقمي يركز على تعزيز الحضور الجماهيري والتأييد الموحد بدلًا من التنوع والتفاعل الإبداعي.
#كشافة_المهدي
عبر منصة TweetBinder، سجّل وسم #كشافة_المهدي حتى 14 تشرين الأول 2025، 200 منشور، حيث هيمنت إعادة النشر على المشهد الرقمي بنسبة 93%، بينما شكلت الردود والروابط والصور نسبة أقل بنسبة 8% مجتمعة، ما يؤشر إلى أن حواضن التفاعل تلتزم بشكل رئيسي بإعادة تداول المحتوى بدلاً من خلق مساحة نقاشية أو إنتاج محتوى متجدد، ما يعكس ديناميكية رقمية متّجهة نحو التأييد الجماعي والمحافظة على الرسائل الموحدة دون تفعيل التنوع في التعبير الرقمي. فيما بلغت الردود 2%، والروابط والصور 6%.
الانتشار
#أجيال_السيد
بلغت الانطباعات المحتملة للوسم نحو 318,357، فيما وصل عدد الوصول المحتمل إلى 251,060، بمعدل وسطي قدره 1.74 منشورًا لكل مستخدم من بين 115 مستخدمًا شاركوا في الوسم. وتشير هذه الأرقام إلى أن انتشار الوسم اعتمد بشكل رئيسي على إعادة نشر المحتوى من قبل المستخدمين، ما ساهم في توسيع نطاق الوصول إلى جمهور أوسع دون زيادة كبيرة في المحتوى الأصلي.
#كشافة_المهدي
سجّل الوسم نحو 457,018 انطباعًا محتملاً و286,667 وصولًا محتملًا، بمشاركة 143 مستخدمًا، منهم 13 منشورًا أصليًا فقط. ويعكس هذا النمط أن انتشار الوسم كان مدفوعًا بشكل أساسي بإعادة النشر من قبل عدد محدود من الحسابات، مع تأثير ملحوظ للحسابات التي تمتلك قاعدة متابعين أكبر، مما ساهم في تضخيم الرسائل الرقمية وإيصالها إلى جمهور واسع.
الاتفاق على الحملة
#أجيال_السيد
بلغت القيمة الاقتصادية الإجمالية للوسم 503.64 دولارًا، مع متوسط قيمة للمنشور الواحد 2.52 دولارًا ومتوسط قيمة المستخدم 4.38 دولارًا. سجّل منشور الحساب @AmlyHsyn أعلى قيمة بين المنشورات بـ 67.34 دولارًا، بينما بلغت قيمة الحساب نفسه 61.21 دولارًا. تضمن المنشور إشارة إلى لقاء إعلامي مرتبط بالنشاط. يركّز الحساب على تناول الشأن اللبناني من زاوية تُبرز صورة لبنان كمجتمع مقاوم، ويعمل على استضافة إعلاميين ومحاورتهم عبر منصة “إكس” حول قضايا متعددة، أبرزها القضية الفلسطينية. يجمع الحساب بين الطابعين الإخباري والسياسي، وقد أُنشئ في ديسمبر 2021، ويعبّر عن المواقف السياسية لصاحبه “حسين العاملي”.
#كشافة_المهدي
بلغت القيمة الاقتصادية الإجمالية للوسم 601.31 دولارًا، مع متوسط قيمة للمنشور الواحد 3.01 دولارًا ومتوسط قيمة المستخدم 4.20 دولارًا. وحقق منشور الحساب @Bmajed11 أعلى قيمة 16.54 دولارًا، فيما بلغت قيمة الحساب 12.53 دولارًا. يركّز الحساب على التمسّك بنهج المقاومة في لبنان، وينشر محتوى يتناول القضية الفلسطينية إضافةً إلى منشورات تتعلق بشخصيات سياسية. يجمع الحساب بين الطابعين الإخباري والعاطفي، وقد أُنشئ في يناير 2021، ويعكس المواقف السياسية لصاحبته “بتول”.
تحليل التفاعلات الرقمية حول الفعالية
أظهرت النتائج تباينًا في محتوى المنشورات، ويمكن تصنيفها ضمن ثلاث فئات رئيسية: محتوى داعم/احتفالي، محتوى ناقد/تحليلي، ومحتوى يندرج ضمن خطاب كراهية أو تنمّر رقمي.
التفاعل الإيجابي
رصد التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي يظهر مشاركة المستخدمين في توثيق الفعالية عبر الوسوم، مع التركيز على الجوانب الاحتفالية والرمزية. أشاد بعضهم بتنظيم الحدث وحجم الحضور: "تحيّة لأكبر جمعية كشفيّة وأكبر تجمّع كشفي". كما أشار آخرون إلى القيم والمبادئ التي يمثلها المشاركون: "جيل تربّى على كلماته ونشأ على نهجه.. جيل الأوفياء"، والتشبث بالنهج الرمزي للفعالية: "السيد روح وعلم وفكرة خالدة؛ لن يموت أبدًا". وقد عبّر التفاعل عن حجم الفعالية وأثرها المجتمعي: "أجيال السيد جسدوا بحضورهم إرادة لا تلين وموقف ثبات لا تهزه كل التحديات". هنا _ هنا _ هنا _ هنا _ هنا _ هنا _ هنا _ هنا
تعكس هذه المنشورات دور الوسوم في تعزيز المشاركة الجماعية والاحتفاء بالفعالية، مع إظهار ارتباط المستخدمين بالقيم المرتبطة بالجمعية والفعالية.
التفاعل السلبي
سجّل جزء من التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي انتقادات سياسية أو ثقافية للفعالية، فيما تجاوزت بعض المنشورات حدود النقد لتندرج ضمن خطاب الكراهية أو التنمّر الرقمي. يوضّح الجدول المرفق أمثلة على هذا التفاعل مع تصنيف نوعية اللغة المستخدمة لكل منشور. هنا _ هنا _ هنا _ هنا _ هنا _ هنا
تُظهر الصورة عيّنة من التفاعلات الرقمية المتباينة حول فعالية “أجيال السيّد”، حيث عبّر مؤيّدون عن دعمهم للفعالية بلغة حادّة تجاه الطرف المعارض، في حين استخدم معارضون عبارات ساخرة انتقادية بحق المشاركين في التجمع الكشفي. ويعكس هذا التباين حدّة الانقسام في النقاش الرقمي حول الحدث.
تشير هذه النتائج إلى أن بعض التغريدات تجاوزت حدود النقد الموضوعي، لتصل إلى استخدام ألفاظ تحمل رسائل تحقيرية أو تصوير المشاركين بطريقة تهدف إلى التنمّر أو التشويه الرمزي.
هل هي رسالة سياسية؟
تشكّل الفعالية رسالة سياسية ضمنية يمكن تفسيرها أحيانًا كاستفزازية، عبر إبراز النفوذ الرمزي للجمعية وقيمها الدينية والاجتماعية في المجتمع اللبناني. يعكس التنظيم الكبير وحجم المشاركة سعي الجمعية لترسيخ حضورها المجتمعي والسياسي، وإيصال صورة قوة واستمرارية، ما قد يُنظر إليه من بعض الأطراف على أنه محاولة لتعزيز التأثير الرمزي والسياسي ضمن السياق المحلي.
في 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، نظّمت جمعية كشافة الإمام المهدي، التي تأسست عام 1985 وحصلت على الترخيص الرسمي من وزارة التربية الوطنية والفنون الجميلة، فعالية كبيرة في مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت لإحياء الذكرى الأربعين لتأسيسها تحت شعار "أجيال السيد". شارك فيها آلاف الكشفيين من مختلف المناطق اللبنانية، وشكّل النشاط أحد أكبر التجمعات الكشفية في تاريخ الجمعية، متضمّنًا عروضًا كشفية وفقرات فنية وثقافية سلطت الضوء على مسيرة الجمعية خلال أربعة عقود من العمل الكشفي والاجتماعي. وتميزت الفعالية بطابع كشفية من خلال تنظيم العروض واستعراض مهارات المنتسبين، وثقافي عبر إبراز القيم التربوية والاجتماعية والبعد الفني، وديني نظرًا لارتباطها بالهوية الرمزية والدينية للجمعية.
تباين التفاعل الرقمي وخطاب الكراهية
أظهر التحليل الرقمي للوسوم المرتبطة بالفعالية تنوعًا في المحتوى بين منشورات داعمة واحتفالية، وأخرى نقدية أو جدلية، مع وجود جزء محدود يمثل خطاب كراهية. بعض المنشورات استخدمت تعبيرات تُصنّف وفق تعريف الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ضمن خطاب يحرض على التمييز أو العداء على أساس ديني أو مذهبي أو سياسي، في حين احتوى الجزء الآخر على نقد سياسي أو ثقافي ضمن حدود حرية التعبير القانونية والأخلاقية، مما يبرز التداخل بين الخطاب المشروع والتحريضي في النقاش العام على المنصات الرقمية اللبنانية.
خطاب الكراهية وفق الأمم المتحدة
تعرف الأمم المتحدة خطاب الكراهية هو: “أي نوع من التواصل، الشفهي أو الكتابي أو السلوكي، الذي يهاجم أو يستخدم لغة ازدرائية أو تمييزية بالإشارة إلى شخص أو مجموعة على أساس الهوية، وبعبارة أخرى، على أساس الدين أو الانتماء الإثني أو الجنسية أو العرق أو اللون أو النسب أو النوع الاجتماعي أو أحد العوامل الأخرى المحددة للهوية ".
آثار خطاب الكراهية
يساهم خطاب الكراهية على المنصات الرقمية في تعميق الانقسامات المجتمعية عبر تعزيز الصور النمطية السلبية، وزيادة التوترات الداخلية بما يهدد السلم الأهلي في لبنان، وإضعاف التماسك الاجتماعي من خلال تقويض الثقة بين المكونات المختلفة للمجتمع. ويعكس الجدل الرقمي حول فعالية "أجيال السيد" هذا الانقسام الاجتماعي والسياسي، حيث تتداخل المواقف الدينية والثقافية مع الخطاب العام على المنصات. كما يبرز هذا التفاعل الحاجة إلى تعزيز التربية الإعلامية والرقمية للحد من انتشار خطاب الكراهية وتشجيع الحوار القائم على احترام الاختلاف.
سياسة "إكس"
تتضمن السياسات الرسمية لمنصات التواصل الاجتماعي، مثل منصة "إكس"، حظر المحتوى الذي يروّج للعنف أو يهاجم أفرادًا أو جماعات على أساس الدين أو المذهب أو الانتماء القومي. كما تؤكد هذه السياسات على أهمية التمييز بين ممارسة حرية التعبير المشروعة والتصرفات التي تُصنّف كتحريض على الكراهية أو التمييز. في السياق الإعلامي، تدعو المنظمات المهنية إلى مراعاة المعايير الأخلاقية عند تغطية الأحداث الرقمية، وتشدد على تعزيز الحوار واحترام التنوع الثقافي والديني والاجتماعي.
خطة عمل الرباط
تشدد خطة عمل الرباط على حظر الدعوة إلى الكراهية القومية أو العرقية أو الدينية التي تشكل تحريضًا على التمييز أو العداوة أو العنف، الاستنتاجات والتوصيات الصادرة من عدة ورش عمل للخبراء عقدَتْها المفوضية السامية لحقوق الإنسان في جنيف وفيينا ونيروبي وبانكوك وسانتياغو دي شيلي. ومن خلال ترسيخ النقاش في القانون الدولي لحقوق الإنسان.
النتيجة
الرصد أظهر أنّ التفاعل الرقمي حول فعالية "أجيال السيد" (#أجيال_السيد، #كشافة_المهدي) تنوّع بين محتوى داعم وآخر ناقد، مع تسجيل بعض المنشورات ضمن خطاب الكراهية، ما يعكس الانقسامات الاجتماعية والسياسية في لبنان على المنصات الرقمية.