تنورين بين الحقيقة والتهويل: كيف ساهمت المنصات الرقمية في تصعيد الصراع الطائفي؟

image
صورة مولدة بتقنية ai
خطاب كراهية سياسة 2025-10-18

لبنان 

شييك: محمد شبارو


يظهر التقرير أن قضية مياه تنورين تحوّلت إلى جدل طائفي واجتماعي على المنصات الرقمية، مع تداول كوميدي وتفاعلات مشحونة زادت تحريف مضمونها والانقسام حولها


بدأت قضية مياه تنورين كإجراء احترازي من وزارة الصحة، لكنها سرعان ما تحوّلت إلى واحدة من أكثر القضايا جدلاً في لبنان. قرارٌ صحيّ خرج عن مساره الرقابي ليدخل دائرة التوظيف السياسي والطائفي، حيث فُسّر وفق منطق الاصطفاف والانتماء. على مواقع التواصل، انقسم اللبنانيون بين من رأى في القرار استهدافًا لهوية مناطقية ودينية، ومن اعتبره دفاعًا عن سلامة المواطنين، فتحوّل النقاش إلى مواجهة افتراضية مشحونة بالكراهية والتحريض. ومع تصاعد التراشق الإعلامي، تجاوزت القضية بُعدها الإداري لتكشف هشاشة الخطاب العام واستعداده الدائم لتحويل أي حدث تقني إلى معركة رمزية تعمّق الانقسام وتغذّي خطاب الكراهية.


الحرب الرقمية حول “مياه تنورين”: من جدل صحي إلى انقسام طائفي


تحوّلت قضية مياه تنورين من نقاش حول جودة المنتج وقرار وزارة الصحة إلى حرب رقمية محتدمة غلب عليها خطاب الكراهية والانقسام الطائفي وتبادل الاتهامات خصوصًا بين مناصري حزب القوات اللبنانية وحزب الله.

رصد معدّ التقرير عيّنة عشوائية تضمّنت 11 تغريدة على منصة "إكس" ومقطعي فيديو على "تيك توك" نُشرت بين 14 و16 أكتوبر/تشرين الأول 2025، شارك فيها ناشطون وإعلاميون ومؤثرون، وأسهمت في تحريف مسار القضية وتوسيع نطاق انتشارها بشكل ملحوظ..


نشر حساب باسم "Charbel Bou Farhat" على منصة “اكس" بتاريخ 14 أكتوبر/تشرين الأول 2025 منشورًا اعتبر فيه أن "الهجوم على تنورين معروف السبب وهو ضرب الوجود المسيحي بلبنان"، داعيًا إلى حملة دعم للشركة ومؤكدًا أن "هيدي هويتنا عم يحربوها"، ما يعكس توظيف القضية في خطاب دفاع طائفي وهوية ضمن سياق الانقسام العام على المنصّات الرقمية.


 عبّر الإعلامي طوني بولس في منشور له على منصة "اكس" بتاريخ 15 أكتوبر/تشرين الأول  2025 عن شكوكه بوجود تلاعب داخل وزارة الصحة، معتبرًا أن القضية “مفبركة”، في خطاب يُلمّح إلى صراع سياسي بين جهات رسمية وشركات، ما أضفى بُعدًا تحريضيًا على القضية.


نشرت الناشطة "باميلا نعمة" تغريدة على منصة "إكس" بتاريخ 14 أكتوبر/تشرين الأول 2024، دعت فيها وزارة الصحة إلى “فحص الفيروسات والبكتيريا المنتشرة في البيئة الحاضنة”، وجاءت تغريدتها في سياق ردود الفعل الطائفية الصادرة عن مناصري الفريق الآخر.

من بين المنشورات، تغريدة لحساب يحمل اسم “عمو أبو حسين بتاريخ 14 أكتوبر/ تشرين الأول 2025 ، ربط فيه بين قضية مياه تنورين وجهات سياسية محددة، معلّقًا: “بعد فضيحة مياه #تنورين يا ريت أي حدا بيعرف شو منتجات #ميليشيا_القوات وتخبرونا عنهم وهيك منقاطع المنتجات الداعمة للإرهاب."يعكس هذا المنشور توجّهًا تحريضيًا يستهدف حزب "القوات اللبنانية"، إذ يروّج لاتهامات بالإرهاب ويدعو إلى مقاطعة منتجات فئة محددة على أساس طائفي.

خلال عملية الرصد، وجد فريق "شييك" أن النقاش حول قضية مياه "تنورين" تجاوز الإطار الصحي ليتحوّل إلى ساحة لتبادل الاتهامات السياسية والطائفية، حيث استُخدمت المنصات الرقمية لتغذية الانقسام ونشر خطابات تحريضية من مختلف الأطراف.

فقد كتبت الناشطة "Pascal TORBEY" في 14 أكتوبر/ تشرين الأول 2025 منشورًا هاجمت فيه أداء الإدارة اللبنانية، ووصفتها بأنها "بتسوى فجلة، لأن الفساد والحاصصات والنكد السياسي واصل للعضم"، في إشارة إلى أن خلفيات القضية سياسية أكثر منها صحية.

أما الناشطة "Carla Hayek"، فاستخدمت السخرية السياسية في تغريدتها بتاريخ  15 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، إذ قارنت بين “مياه تنورين” والشيخ “نعيم قاسم” أمين عام "حزب الله"، متسائلة: "شو أكتر شي ملوّث، ميّة #تنورين أو النفق يللي مختبي فيه #نعيم_قاسم؟"، ما أضفى على النقاش بُعدًا طائفيًا واضحًا، وكرّس استخدام الكوميديا كأداة في الخطاب التحريضي.


ونشر الإعلامي "وائل ملاعب" في 14 أكتوبر/ تشرين الأول 2025 تغريدة عبّر فيها عن امتعاضه من “الحملة الطائفية” التي قال إن نواب “القوّات اللبنانية” يقودونها، معتبرًا أنّ دفاعهم عن شركة “تنورين” لا يستند إلى حقائق علمية بل إلى الانتماء السياسي. واختتم تغريدته بعبارة "طالما تنورين قواتية، فإذا هي ملوثة وغير صالحة للاستخدام الآدمي"، في نبرةٍ تحريضية عمّقت الانقسام.

كذلك، كتب الناشط "عماد" في اليوم نفسه منشورًا دعا فيه إلى مقاطعة شركة “تنورين” لأسباب سياسية، قائلاً: "رح نقاطعها بس كرمال هيك، مش كرمال مسممة"، مستخدمًا لغة تحمل طابعًا من الكراهية والانقسام الطائفي بقوله: "راعي العملاء عم يدافعوا عنها".

وفي المقابل، دافع الشيخ "حسن مرعب" عن المنتج عبر منشور على "إكس" بتاريخ 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، معتبراً أن الحملة تهدف إلى تشويه سمعة “منتج لبناني أصيل”، وأضاف: "لا يشربها إلا لبناني ولا يقاطعها ويشهر بها إلا…" تاركًا الجملة مفتوحة للجمهور، في تعبيرٍ يوحي بتقسيم اللبنانيين بين “أصيل” و”غير أصيل”، ما يعكس نزعة إقصائية وتمييزية.

كما كتب الناشط "مهدي سماحة" في 14 أكتوبر/ تشرين الأول 2025 منشورًا قال فيه: “حتى قطر قاطعت #تنورين ونحن حنقاطعها بسبب حملة القوات الوسخة”، في إشارة إلى قرار وزارة الصحة القطرية بسحب المنتج من الأسواق. واستخدم هذا الحدث لتأكيد موقفه السياسي لا كخبر صحي أو رقابي، في ما يُظهر تحريضًا مضادًا يعكس تصاعد “الحرب الرقمية الطائفية” بين الأطراف المتنازعة.

مقاطع الفيديو 

في مقاطع الفيديو المتداولة، خرج النقاش عن أصل القضية ليتحوّل إلى سجال طائفي حاد؛ فريق دافع عن شركة “تنورين” بدافع الانتماء، وآخر دعا إلى مقاطعتها للسبب نفسه، لتتحوّل القضية من مسألة صحية إلى جدل سياسي وطائفي يغلب عليه الانقسام.

 ففي فيديو نشرته احدى الناشطات على منصة "تيك توك" تخطت مشاهدته العشرين ألف مشاهدة قالت فيه "ما بقى تجو عمناطقنا" و"تركولنا مناطقنا وخليكن إنتو بمناطقكن" و"هيدا العيش المشترك اللي انتو عم بطالبوا فيه نحن ما بدنا ياه"

على منصة “تيك توك”، انتشر مقطع لأحد الناشطين حصد أكثر من أربعة آلاف مشاهدة، عبّر فيه عن رفضه التام لشرب مياه “تنورين”، مؤكّدًا: “مهما كانت نتيجة الفحوص، ما رح إشرب ميّة تنورين”. اتّسم الفيديو بنبرة تحريضية وانقسامية، إذ تضمّن عبارات مسيئة من قبيل “نحن مقاطعين لأن جماعتهن طلعوا خبيثين” و“تنورين ما حتفوت بقى عبيت مقاوم”. اللافت أنّ الناشط نفسه كان قد نشر في 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2025 مقطعًا آخر يدعو فيه إلى مقاطعة الشركة، ما يُظهر تصعيدًا متدرّجًا في الخطاب وتحويل النقاش من قضية صحية إلى مواجهة ذات طابع طائفي ومناطقي.


الكوميديا كأداة

مع تصاعد الجدل حول قضية مياه تنورين، دخلت السخرية بقوة على الخط لتصبح الكوميديا كأداة لتأجيج الأزمة. استخدم كثيرون النكات والتهكم للتعبير عن مواقفهم السياسية والطائفية، عبر مقاطع على "تيك توك" تنتقد شركة تنورين.

فيديو نشر بتاريخ 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، تضمن تهكمًا وألفاظًا مثل: "فتنا بحرب الـ 2024 وطلعنا منها آخر شي نموت بشربت مي؟"، كما نشرت صانعة المحتوى الكوميدي "أريج الحاج" فيديو حصد أكثر من 700 ألف مشاهدة، تضمنت ألفاظًا كوميدية: "الله قوات تنورين وبس" و"عم يضغطونا بأناني المي لنسلم السلاح"، تربط القضية بردة فعل طائفية وتعزز التراشق السياسي.

بدلاً من أن تخفف النكات من حدة النقاش، ساهمت في تضخيم الخلاف، وجعلت السخرية تتحول إلى مادة للتجريح والكراهية الرقمية أكثر من كونها أداة للتنفيس أو النقد الاجتماعي


السخرية حاضرة

لم تُختصر السخرية عند هذا الحد، بل اتّخذت طابعًا أوسع مع انخراط عشرات من صانعي الفيديوهات القصيرة على تطبيق “تيك توك” في الوقت الذي لحق بيان وزارة الصحة. حينها عمدوا إلى تركيب مقطع صوت “بحب إنهي حياتي” للملكة السابقة لملكة جمال لبنان "ندى كوسا" على مقاطعهم المصوّرة، بينما يظهرون حاملين زجاجات مياه من شركة “تنورين” ويشربونها.

 وقد جاءت هذه الموجة الساخرة ليس كردّ فعل مباشر على الخطأ اللفظي الذي ارتكبته ندى أثناء كلمتها في حفل التتويج الذي سلّمت فيها التاج، بل نتيجة استغلال هذا المقطع الصوتي في خضم قضية “تنورين” التي تحوّلت إلى ترند واسع. استخدمه صانعو المحتوى بهدف السخرية وإضفاء طابع كوميدي ظاهري، في محاولة للظهور بـ”شكل مهضوم”، غير أن هذا الاستخدام أدّى فعليًا إلى تكريس صورة سلبية حول الشركة، إذ ساهم في انتشار الحدث بشكل أكبر وفتح باب التهكم على نطاق أوسع، خصوصًا بين الفئات العمرية الصغيرة التي تداولت المحتوى بكثرة ومن دون إدراك لتأثيره السلبي على سمعة العلامة التجارية. هنا هنا  هنا  


استمرار حدّة الكراهية رغم نتائج الفحوص الأولية

على الرغم من صدور بيان وزارة الصحة العامة بتاريخ 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، الذي أوضح أنّ نتائج فحص العينات الإضافية الحديثة من منتجات مياه تنورين المتوافرة في الأسواق جاءت خالية من البكتيريا، مع الإشارة إلى أنّ الوزارة لا تزال بانتظار نتائج العينات المأخوذة من مصانع الشركة، فإنّ حدّة الكراهية لم تهدأ، بل استمرّ الخطاب السلبي على المنصّات الاجتماعية بالوتيرة نفسها. 

استمرار نشر التعليقات التحريضية أظهر كيف يمكن للرأي العام الرقمي أن يبقى أسير الانفعال والاصطفاف العاطفي، حتى بعد انكشاف جزء من الحقيقة علميًا. هذا التناقض بين الواقع المخبري وردّ الفعل الشعبي يعكس عمق الأزمة في الوعي الجمعي، حيث تغلب المشاعر والانقسامات على الحقائق الموضوعية، ما يدلّ على أنّ حجم ردّة الفعل من المواطنين تجاوز الإطار الصحّي البحت إلى مستويات أعمق من التوتر الاجتماعي والطائفي

ردة فعل 

تشكل منشورات عدد من الناشطين على منصة "إكس" نموذجًا واضحًا لكيفية تحوّل النقاش حول قضية مياه تنورين من قضية صحية إلى سجال سياسي وطائفي.

جاء منشور "Pascal TORBEY" بتاريخ  16 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، نموذجًا على ذلك، إذ تضمن اتهام فئة بأسلوب هجومي مثل: “نفسية حامضة مع قلة ضمير وأخلاق”، في تعبير مباشر عن خطاب كراهية طائفي يستهدف فئة معينة.

كما برز بعد صدور النتائج الجزئية للفحوص تغريدة لحساب "the sain" بتاريخ  18 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، تناول فيها وزير الصحة العامة بنبرة حادة: "وزير برتبة عميل بدو يغطي على بلطجة #حزب_الله_الارهابي يلي كان بدو من شركة تنورين تكون sponsor.” وتندرج هذه التغريدة ضمن الخطاب الاتهامي والسياسي الذي تصاعد بعد البيان التوضيحي.

كذلك، كتبت حساب باسم "Jazzy Jess" بتاريخ 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2025،  منشورًا هاجمت فيه وزارة الصحة ووزيرها بلهجة حادة، قائلة: “اطلعوا اعتذروا من الشركة يا بلا مسؤولية… وزير الزراعة ووزير الصحة يلي ما خرجن يستلموا مزرعة”، في تعبير واضح عن استمرار الخطاب العدائي والتشكيك بالمؤسسات الرسمية.

بالمقابل، نشر حساب "MIRNA Abou Assaly" بتاريخ16 أكتوبر/ تشرين الأول 2025،  منشورًا مؤيّدًا للشركة، قال فيه: “سقطت المؤامرة.. وانتصر الحق”، ما يعكس استمرار الانقسام الحاد في المواقف بين مناصري الأطراف المختلفة، وتحويل القضية الصحية إلى مواجهة سياسية وطائفية مفتوحة.

دلالات الكلمات وفق تصنيف "شييك" 

تُبيّن متابعة التفاعلات الرقمية حول قضية مياه تنورين انتشارًا مكثفًا لعبارات تعبّر عن خطاب كراهية وتمييز وتحريض، حيث تجاوز النقاش الإطار الصحي ليشمل أبعادًا اجتماعية وسياسية وطائفية.

وفيما يلي عيّنة من أبرز الكلمات والتعابير المتداولة على المنصّات، مع دلالاتها وأنواع الخطاب التي تعكسها وفق مؤشر "شييك" لخطاب الكراهية.

الكلمات 

الدلالات

التصنيف

“ما بقى تجو عمناطقنا”

دعوة صريحة للإقصاء المناطقي ورفض الآخر جغرافيًا واجتماعيًا

تمييز

“تركولنا مناطقنا وخليكن إنتو بمناطقكن”

خطاب تقسيمي يعمّق الفصل بين الجماعات

تمييز

“نحن مقاطعين لأن جماعتهن طلعوا خبيثين”

تعميم سلبي يشيطن جماعة محدّدة على أساس الانتماء

تحريض

“تنورين ما حتفوت بقى عبيت مقاوم”

استحضار هوية سياسية مسلّحة كمعيار ولاء وعداء

تحريض

“الله قوات تنورين وبس”

ربط المنتج بانتماء حزبي واستبعادي

تمييز / إساءة

“عم يضغطونا بأناني المي لنسلم السلاح”

خطاب تآمري يوظّف السخرية لتأجيج الخصومة السياسية

تحريض

“منتج لبناني أصيل لا شربها إلا لبناني ولا يقاطعها ويشهر بها الا…”

استخدام الانتماء الوطني كمعيار إقصائي يفرّق بين “أصيل” و”غير أصيل”

تمييز

“نفسية حامضة مع قلة ضمير وأخلاق”

وصف عدائي ومهين لفئة محددة من الناس

إساءة

“فتنا بحرب ال2024 وطلعنا منها آخر شي نموت بشربت مي؟”

تهكّم يربط الأزمة بسردية الضحية والحرب، مما يحوّل النقاش إلى سخرية سياسية

إساءة / تحري


اختبار الكراهية وفق معايير خطة عمل الرباط

عند تطبيق معايير خطة عمل الرباط على الخطاب المتداول في قضية “مياه تنورين”، يتبيّن أنّ عدداً من المنشورات ومقاطع الفيديو تتخطّى حدود التعبير عن الرأي لتدخل في نطاق التحريض الطائفي

المعيار (من خطة عمل الرباط)

تطبيق المعيار على قضية “مياه تنورين”

السياق

الخطاب انطلق في بيئة اجتماعية وسياسية متوترة، يغلب عليها الانقسام الحزبي والطائفي، ما جعل أي نقاش حول المنتج يُحمَّل أبعادًا سياسية ودينية.

المتحدث

المتحدثون شملوا إعلاميين وناشطين ومؤثرين رقميين يمتلكون تأثيرًا جماهيريًا واسعًا، مما ضاعف من أثر خطابهم في تشكيل الرأي العام.

النية

ظهرت النية في العديد من المنشورات بشكل واضح في التحريض والاستفزاز، من خلال توظيف الانتماءات الطائفية والسياسية لإثارة التفاعل والانقسام.

المحتوى والشكل

تضمّنت المنشورات والمقاطع عبارات تقسيمية وعدائية مثل: “ما بقى تجو عمناطقنا” و“نحن مقاطعين لأن جماعتهن طلعوا خبيثين”، ما يؤكد وجود خطاب كراهية صريح.

مدى الخطاب

انتشر الخطاب على منصّات مفتوحة كـ”تيك توك” و”إكس”، محققًا مشاهدات مرتفعة ومشاركة واسعة، ما زاد من نطاق انتشاره وتأثيره السلبي.

الارجحية (احتمال الضرر)

أدى هذا الانتشار إلى أضرار فعلية كتشويه سمعة شركة “تنورين” وتعميق الانقسام الطائفي، ما يجعل احتمال الضرر مرتفعًا ومؤكدًا.


سياق التداول

تفاعل الرأي العام على المنصات الرقمية بعد قرار وزارة الصحة اللبنانية في 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2025،  بسحب بعض عبوات مياه "تنورين" مؤقتًا لإجراء فحوصات مخبرية إضافية، على خلفية شائعات حول احتمال وجود تلوث بكتيري. سرعان ما امتزجت المخاوف الصحية المشروعة بمواقف سياسية وطائفية متشنجة، فاعتبر البعض القرار إجراءً وقائيًا روتينيًا، وفق ما أكده وزير الصحة د. "ركان ناصر الدين" في بيان صدر في 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، ، فيما رأى آخرون أنه استهداف لمنطقة أو جهة معينة. هذا التباين في التفسير ساهم في إشعال موجة من خطاب الكراهية والتحريض، قبل أن يعلن الوزير إعادة فتح معامل مياه "تنورين" خلال مؤتمر صحافي بتاريخ 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، .


النتيجة

يظهر التقرير أن قضية “مياه تنورين” تحوّلت إلى جدل طائفي واجتماعي على المنصات الرقمية، حيث ساهمت ردود الفعل المتشنجة والتداول الكوميدي في تحريف مضمونها وتوسيع نطاق الانقسام حولها.