السودان
شييك | سكينة اسضار
الادعاء
تداولت حسابات على منصة "إكس" بتاريخ 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2025 مقاطع فيديو تُظهر نساء يحملن أطفالهن ويستنجدن بالعرب والمسلمين، مع الادعاء بأن المشاهد صُوّرت في مدينة الفاشر السودانية. وقد لاقت هذه المقاطع انتشارًا واسعًا وحصدت آلاف المشاهدات على المنصة.
مصادر الادعاءات: هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا
الحقيقة
تحقق فريق "شييك" من المقاطع المتداولة باستخدام أداة InVid لتجزئة الفيديوهات وإجراء بحث عكسي عن لقطاتها. وأظهرت النتائج أن المقاطع نُشرت أولًا على منصة تيك توك.
يظهر الفيديو الأول سيدة ترتدي حجابًا أزرق تحتضن أبناءها الثلاثة، نُشر يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول 2025 على حساب يحمل اسم "فاعل خير". (مؤرشف)
أما الفيديو الثاني الذي يظهر سيدة تبكي وسط الركام مع طفليها وهي تستنجد بالعرب والمسلمين، فنُشر يوم الأحد 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2025 على حساب "ice.cream085" بمنصة إكس. (مؤرشف)
التحليل البصري
أجرى فريق "شييك" تحليلًا بصريًا دقيقًا للمقاطع، ولاحظ وجود مجموعة من التشوّهات في تفاصيل الصورة، خصوصًا في حركة الفم والأسنان أثناء الحديث. ففي المقطع الثاني، يظهر تباين واضح في شكل الفراغ بين أسنان السيدة من مشهد إلى آخر، كما يبدو ملمس البشرة غير طبيعي. كذلك، رُصدت تشوّهات في أطراف الأطفال الظاهرة في الفيديو، وهو ما توضحه الصور التالية:
تحليل حسابات تيك توك
أظهرت نتائج تحليل حسابَي "فاعل خير" و "ice.cream085" على منصة تيك توك أن كليهما يركّز على نشر محتوى مُولَّد باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. كما لاحظت معدّة التقرير أن الحسابين يعتمدان نمطًا متكرّرًا في إنتاج الفيديوهات، يقوم على إعادة استخدام عناصر بصرية وسردية متشابهة في معظم المنشورات.
وخلال مراجعة محتوى أحد الحسابات، رصد فريق "شييك" مقطع فيديو يُظهر سيدة مع أطفالها في منطقة صحراوية، نُشر بتاريخ 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2025. وقد أُضيف إلى الفيديو تلقائيًا وسم من إدارة "تيك توك" يُشير إلى أنه محتوى مولّد بالذكاء الاصطناعي، وهو التصنيف الذي تطبّقه المنصّة تلقائيًا على المواد التي تُحدّدها غرفتها الإخبارية ضمن فئة المحتوى الاصطناعي.هنا
تحليل محتوى مشابه أظهر أن هذه الحسابات تعتمد على عناصر بصرية وسمعية غير واقعية أو خيالية لجذب الانتباه بسرعة، وتكرّر نشر مقاطع متشابهة مع تغييرات طفيفة لتعزيز الانتشار.
تحليل الفيديوهات
استخدمت معدة التقرير أداة "Deepware" لفحص المقاطع وتحديد ما إذا كانت مولّدة بالذكاء الاصطناعي أو تم التلاعب بها. جاءت النتيجة متباينة؛ الفيديو الأول صُنف على أنه "مثير للشك"، في حين لم تُظهر الأداة وجود تلاعب أو تزييف عميق، في الفيديو الثاني.
نتيجة الفيديو الأول
نتيجة الفيديو الثاني
أدوات كشف الصور
بعد اختيار لقطات من المقاطع المتداولة وفحصها باستخدام أدوات الكشف عن الصور المولَّدة بالذكاء الاصطناعي (AI or Not، Was It AI، وHive Moderation)، أظهرت النتائج تفاوتًا في التقييم بين المواقع الثلاثة، كما يتبيّن في الصور التالية:
نتيجة الفيديو الأول
نتيجة الفيديو الثاني
سياق التداول
يأتي تداول هذه الفيديوهات ضمن حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي لمجموعة من الوسوم "أنقذوا الفاشر" و"الفاشر تباد" و"الفاشر تموت جوعا"، وذلك في سياق نشر منابر إعلامية فيديوهات توثق سوء الأوضاع بإقليم الفاشر في ظل استمرار الحرب الجارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023.
وأعلنت قوات الدعم السريع، يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول 2025، أنها "تمكنت من تحرير الفرقة السادسة بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور" في بلاغ نشرته بموقعها الرسمي. هنا (مؤرشف)
وفي تقرير حديث للجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أفادت أن أكثر من 21 مليون شخص في السودان واجهوا مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في سبتمبر/ أيلول الماضي، متوقعة أن "استمرار الوضع على ما هو عليه إلى ما بعد يناير/ كانون الثاني 2026 على أقل تقدير، في شمال دارفور وجنوب كردفان". هنا (مؤرشف)
ويُذكر أن الأمم المتحدة نشرت في فاتح أغسطس/آب 2024 تقريرا سجلت فيه "أكثر من 220,000 نازح في شمال دارفور"، مضيفة أنه "في جميع أنحاء السودان، يكافح ما يقرب من 26 مليون شخص لوضع ما يكفي من الطعام على أطباقهم كل يوم". هنا (مؤرشف)
النتيجة
المقاطع المتداولة على أنها تُظهر أمهات سودانيات يحتضن أبناءهن في مشاهد استغاثة "زائفة"، إذ تبيّن أن مصدرها حسابات على تيك توك تنشر محتوى مولدًا بالذكاء الاصطناعي