حقيقة الصور المتداولة لحفل زفاف داخل مغارة جعيتا: مزيفة ومولّدة بالذكاء الاصطناعي عام 2022

image
صور متداولة
زائف منوعات 2025-11-06


لبنان

شييك | محمد شبارو

ضجّت مواقع التواصل بصور حفل زفاف داخل مغارة جعيتا، لكن الحقيقة مختلفة تمامًا — الصور ليست حقيقية بل مولّدة بالذكاء الاصطناعي ونشرها المصمم اللبناني إيليو عطا الله عام 2022.


الادعاء

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلامية، منذ 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، صورٌ تُظهر مغارة مزدانة بزينة حفل زفاف، مع مزاعم بأنها توثّق حفلًا أُقيم داخل مغارة جعيتا يوم الإثنين 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2025.

مصادر الادعاءات: هنا، هنا، هنا، هنا، هنا, هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا



حقيقة الصور


أظهر التحقق الذي أجراه فريق "شييك" من خلال البحث العكسي أن الصور ليست حديثة، إذ نُشرت في 12 تشرين الأول/أكتوبر 2022 على حساب المصمم اللبناني إيليو عطا الله عبر منصة إنستغرام.

وقد تواصل فريق "شييك" مع المصمم للتأكد من مصدر الصور وطبيعتها، إلا أنه لم يردّ حتى وقت نشر التقرير (مؤرشف).

وبالعودة إلى منشوره الأصلي، أوضح المصمم والمهندس المعماري إيليو عطا الله أن الصور مولّدة بالذكاء الاصطناعي، وعلّق عليها بالقول: "ماذا لو كان مُنظّم حفلات الزفاف مهندسًا معماريًا؟ تصوير فني رقمي بعد حملة "أهلاً بلبنان" الرائعة للترويج للسياحة في لبنان."



حملة "أهلا بهالطلة"
في صيف عام 2022، أطلقت وزارة السياحة بلبنان حملة سياحية تحت شعار "أهلا بهالطلة"، تهدف من خلال إلى تشجيع المغتربين والسياح على زيارة لبنان بعد سنوات من التراجع الاقتصادي والإقفال الصحي. تضمنت الحملة إنتاج محتوى ترويجي وفعاليات ثقافية وموسيقية في عدد من المناطق اللبنانية، واستخدمت صورًا وفيديوهات تستعرض المعالم الطبيعية والأثرية، من بينها أعمال فنية مولّدة بالذكاء الاصطناعي تداولها مستخدمون على أنها مشاهد حقيقية من مواقع سياحية. (مؤرشف)


سياق التداول

مساء الإثنين 3 تشرين الثاني/نونبر 2025، تداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور تُظهر عشرات الأشخاص وسط أجواء احتفالية بزفاف داخل مغارة جعيتا، حيث صُور المكان وبه إضاءة ملونة، تجهيزات موسيقية وصوتيات. هنا، هنا

جدل بعد الزفاف

وقد أثار انتشار المقاطع موجة واسعة من الانتقادات، إذ رأى مستخدمون وناشطون أن إقامة احتفال بهذا الحجم داخل موقع طبيعي حساس يُعدّ مخالفة لشروط حماية الأماكن الأثرية، خصوصاً في ظل استخدام موسيقى صاخبة وإضاءة قد تؤثر على التكوينات الجيولوجية الدقيقة في المغارة. كما انتقد آخرون سماح الجهات الرسمية بهذه الفعالية، معتبرين أنها "تسويق سياحي غير مسؤول" لمعلم مصنّف كأحد أهم المواقع الطبيعية في لبنان. هنا، هنا، هنا

تعليق الجهات الرسمية

عقب الجدل الواسع الذي أثاره انتشار مقاطع حفل الزفاف داخل مغارة جعيتا، أصدرت وزارة السياحة اللبنانية يوم 3 تشرين الثاني/نونبر 2025 بيانًا رسميًا أوضحت فيه أن "الاحتفال نُظّم دون تقديم طلب خطّي للوزارة أو الحصول على التراخيص الإدارية والأمنية والثقافية المطلوبة"، مؤكّدة أنّ "بلدية جعيتا سمحت بإقامة النشاط من دون التشاور مع الوزارة كما يفرض العقد المشترك". واسترسلت في بلاغها أنها "ستوجّه كتاب إنذار للبلدية بسبب المخالفات، وأنها ستُجري دراسة شاملة حول الإجراءات المتخذة بما يضمن حماية الموقع ومنع تكرار الحادثة". (مؤرشف)

وفي 4 تشرين الثاني/نونبر 2025، خرج رئيس بلدية جعيتا وليد بارود، في مقابلة مع القناة التلفزيونية "العربية" واعتبر أن "ما يجري هو محاولة لتلفيق صورة غير جيدة عن لبنان والمغارة وإدارتها". مؤكدا أنّ "المغارة تحتاج إلى أنشطة اقتصادية تساهم في إدارتها وصيانتها، وأن الاحتفال لم يتجاوز نصف ساعة وشهد حضور نحو 120 شخصًا فقط".

وأشار وليد بارود إلى أنّ البلدية "نسّقت مسبقًا مع وزارة السياحة بشأن تنظيم النشاط"، موضحًا أنّ "الانتقادات حول الإضاءة والتصوير مبالغ فيها، إذ إن التصوير بحد ذاته لا يضرّ بتكوينات المغارة، لكن يُمنع عادةً احترامًا لخصوصية الزائرين وسلامتهم وأسباب أخرى".


النتيجة

الصور المتداولة لحفل زفاف داخل مغارة جعيتا مزيفة، إذ تبيّن أنها مولدة بالذكاء الاصطناعي ونشرها المهندس المعماري إيليو عطا الله على إنستغرام عام 2022.